هزة على بعد 15 كيلومترًا من أنطاليا.. كيف شعر بها المصريون رغم المسافة؟
شهد العالم اليوم الاثنين 8 ديسمبر 2025 نشاطًا زلزاليًا ملحوظًا، كان أبرزُه زلزالٌ قوي ضرب شمال اليابان بقوة تجاوزت 7 درجات على مقياس ريختر، إلى جانب هزة أرضية متوسطة القوة قرب مدينة أنطاليا التركية بقوة 5.24 ريختر شعر بها سكان في مصر وعدة دول مجاورة دون وقوع خسائر.
وبينما ظل تأثير الزلزال الياباني مركزًا على مخاطر موجات تسونامي وإخلاء عشرات الآلاف، انحصرت تداعيات الهزة التركية في الشعور بالاهتزاز وقلق السكان، مع تأكيد رسمي بعدم تسجيل أي أضرار بشرية أو مادية حتى الآن.
زلزال اليابان.. إنذار جديد من المحيط الهادئ
سجلت وكالات الأرصاد في اليابان زلزالًا عنيفًا بقوة تقديرية تراوحت بين 7.2 و7.6 درجة ضرب قبالة الساحل الشمالي الشرقي للبلاد قرب محافظتي آوموري وهوكايدو، ما جعله من أقوى الهزات التي تشهدها المنطقة خلال العام الجاري.
ووفق البيانات الأولية وقع الزلزال في ساعات المساء بالتوقيت المحلي، وتسبب في اهتزاز عنيف للمباني واهتزاز واضح رصدته كاميرات المراقبة في عدد من المدن الساحلية.
أعلنت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية تحذيرات من احتمال حدوث موجات مد عاتية (تسونامي) بارتفاع قد يصل إلى نحو 3 أمتار على أجزاء من الساحل الشمالي الشرقي، مع دعوات عاجلة للسكان في بعض المناطق المنخفضة للابتعاد عن خط الشاطئ.
وأفادت تقارير محلية بإصدار أوامر إخلاء لعشرات الآلاف من السكان كإجراء احترازي، بينما تواصل السلطات تقييم أي أضرار محتملة في البنية التحتية وشبكات النقل.
هزة أنطاليا.. زلزال متوسط يُشعِر المصريين بالاهتزاز
على الجانب الآخر من الكرة الأرضية، أعلنت الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن تسجيل هزة أرضية بقوة 5.24 درجة على مقياس ريختر على بعد نحو 15 كيلومترًا من مدينة أنطاليا جنوب غرب تركيا.
ووقعت الهزة في تمام الساعة 12:21:30 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وعلى عمق يقارب 11.4 كيلومتر تحت سطح الأرض عند خط عرض 36.89 شمالًا وخط طول 30.99 شرقًا، ما جعلها من الزلازل المتوسطة القادرة على إحداث شعور واضح بالاهتزاز في نطاق واسع دون أن تتحول عادة إلى كارثة مدمرة.
أكد المعهد القومي المصري أن محطات الشبكة القومية رصدت الزلزال بدقة، وأنه وردت بلاغات من مواطنين في بعض مناطق مصر تفيد بشعورهم باهتزاز خفيف في توقيت متزامن مع وقوع الهزة، خاصة في المناطق الشمالية المطلة على البحر المتوسط.
وشددت البيانات الرسمية على أنه لم يتم تسجيل أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات سواء في مصر أو في نطاق الرصد الأولي للحادث في تركيا، مع التأكيد أن مثل هذه الزلازل تقع ضمن النطاق المتوقع للنشاط الزلزالي في حزام شرق المتوسط.
المشهد الزلزالي عالميًا اليوم
تُظهر خرائط الرصد العالمية للزلازل أن اليوم شهد عددًا من الهزات المتوسطة إلى القوية حول العالم، كان أبرزها زلزال اليابان العنيف وبعض الهزات التي تجاوزت 5 درجات في مناطق أخرى مثل شمال المحيط الهادئ والبحر المتوسط.
وتعمل المواقع المتخصصة في رصد الزلازل على تحديث قوائم «أكبر زلازل اليوم» لحظة بلحظة، حيث تصدّر زلزال شمال شرق اليابان قائمة أقوى الهزات المسجلة خلال الساعات الماضية.
يربط خبراء الجيولوجيا هذه الهزات بالنشاط المستمر على حدود الصفائح التكتونية، موضحين أن مناطق مثل حزام النار في المحيط الهادئ وشرق المتوسط تعد من البؤر الأكثر نشاطًا على مستوى العالم، وهو ما يفسر تكرار تسجيل هزات محسوسة في دول تقع بعيدًا نسبيًا عن بؤرة الزلزال مثل مصر وقبرص أحيانًا.
رسائل طمأنة وتحذير في آن واحد
رغم الصور التي بثتها وسائل الإعلام لاهتزاز المباني وتحرك الأجسام داخل البيوت والمتاجر في اليابان، أكدت السلطات هناك أن منظومة الرصد المبكر والإنذار من التسونامي تعمل بكفاءة، وأن إجراءات الإخلاء الاحترازية تهدف بالأساس إلى منع تكرار مشاهد الكوارث التي عاشتها البلاد في زلازل سابقة.
وفي تركيا ومصر، جاءت الرسالة الرسمية مركزة على طمأنة المواطنين بأن الهزة المتوسطة لم تسفر عن أي خسائر، وأن رصدها بدقة يعكس جاهزية الشبكات القومية للزلازل في متابعة أي نشاط غير معتاد.
ويشدد المختصون على أهمية تعامل الجمهور مع الزلازل بعقلانية، من خلال التعرف على قواعد السلامة الأساسية وقت الهزة، مثل الابتعاد عن الواجهات الزجاجية، والاحتماء تحت الطاولات المتينة، وتجنب استخدام المصاعد، بدلًا من الانسياق وراء الشائعات أو الفزع الجماعي الذي قد يكون أكثر خطرًا من الزلزال نفسه في كثير من الأحيان.










