اليمن على حافة الانقسام: الجنوب يعزز سيطرته ويهدد بوحدة الدولة
اليمن يواجه أكبر تهديد للانقسام منذ توحيده عام 1990، مع تعزيز المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرته على المناطق الجنوبية الحيوية، وتصاعد خطر انفصال الجنوب، في ظل انسحاب القوات السعودية وتصاعد التوترات الإقليمية والصراعات على الموارد
صنعاء، 9 ديسمبر 2025 –المنشر _الإخبارى
يبدو أن اليمن يواجه أكبر تهديد للانقسام منذ توحيده عام 1990، فمع تصاعد قوة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، ما يرفع احتمال تحول الجنوب إلى كيان مستقل، بينما يظل الشمال تحت سيطرة الحوثيين وعاصمته صنعاء.

في خطوة دراماتيكية، عزز المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرته على معظم الأراضي الجنوبية، بما في ذلك المدن الحيوية والمحافظات الاستراتيجية مثل حضرموت والمحافظات الشرقية. وتزامن هذا مع انسحاب القوات السعودية من عدن، وتعليق الرحلات الجوية، وتصاعد التحركات الشعبية في المدن الجنوبية الكبرى، مما أثار تكهنات واسعة حول إمكانية إعلان استقلال جنوبي رسمي.
وقال عمرو البيض، قيادي في المجلس الانتقالي، إن التركيز الحالي ينصب على استعادة الأمن في الجنوب وضمان السيطرة على المناطق الحيوية دون تشكيل حكومة موازية، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى من الوزراء الجنوبيين لا يزالون في مناصبهم ويواصلون عملهم بشكل طبيعي.
شهد الأسبوع الماضي اقتحام قوات المجلس لمنطقة حضرموت الاستراتيجية الممتدة من البحر العربي إلى حدود عمان والسعودية، والتي تعد أهم المناطق اقتصاديًا في اليمن نظرًا لاحتياطيات النفط والبنية التحتية للطاقة الحيوية للتصدير. وجاء هذا التقدم بعد سيطرة قبائل محلية على منشآت نفطية رئيسية، مما سمح للمجلس بتوسيع نفوذه جنوب البلاد، بما في ذلك قصر الرئاسة في عدن أثناء مغادرة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي إلى الرياض.
يطرح هذا التحرك الجنوبي سؤالًا حاسمًا حول مستقبل الوحدة اليمنية، وسط احتمالين رئيسيين: اندلاع دورة جديدة من الحرب الأهلية أو إعلان انفصال رسمي للجنوب. وتعتبر الحكومة في صنعاء أن هذه الخطوات تقوض شرعية الدولة وتضر بالمصلحة العامة، في حين يرى المجلس الانتقالي أن تحركه كان ضرورة لمواجهة فشل الدولة في فرض الأمن ومواجهة الجماعات المتطرفة مثل القاعدة والدولة الإسلامية، التي استغلت الفراغ الأمني في حضرموت والمحافظات الجنوبية.
ويشير مراقبون إلى أن اليمن أصبح مجموعة من الكيانات شبه المستقلة داخليًا، لكل منها اقتصادها الخاص وعلاقاتها الإقليمية وقواتها المسلحة، في حين يواصل التنافس الإقليمي بين السعودية والإمارات تسريع الانقسام وتعقيد أي حلول سياسية مستدامة.
ووصفت الصحفية والوثائقية لورا سيلفيا باتالياغا الوضع اليمني بأنه فقد فرصة أن يصبح دولة فدرالية سلمية، وأصبح كل جزء من الدولة يعمل بشكل مستقل، مشيرة إلى أن الواقع الحالي يشبه “العديد من الصوماليات داخل الصومال”، حيث تدير كل منطقة شؤونها الأمنية والاقتصادية والسياسية بعيدًا عن أي سلطة مركزية.
مع هذا التصعيد، يبدو أن اليمن على شفير تفكك كامل، وسط توترات محلية وإقليمية، وتنافس على الموارد، وسيطرة متزايدة للجنوب على أهم المناطق الاستراتيجية والاقتصادية، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من عدم الاستقرار والأزمات السياسية العميقة.










