مصر تطلق مشروعًا عالميًا قرب أهرامات الجيزة… استثمارات عملاقة تعيد رسم الخريطة السياحية وتستفز أسئلة كبرى عن هوية المنطقة!
مصر تطلق مشروعًا عالميًا غير مسبوق لتطوير محيط أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير باستثمارات عملاقة تمتد من مطار سفنكس إلى دهشور، بهدف إنشاء “ممر وجهة الأهرامات”. المشروع يعدّ نقلة سياحية كبرى تستهدف رفع الإيرادات إلى 45 مليار دولار، مع التزام بمعايير اليونسكو وحماية التراث.
في خطوة وصفها مراقبون بأنها “الأجرأ منذ عقود” في محيط أهرامات الجيزة، عقد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اجتماعًا موسعًا بالعاصمة الإدارية الجديدة لبحث المخطط الضخم لتطوير المناطق المحيطة بهضبة الأهرامات والمتحف المصري الكبير، عبر مشروع بحجم عالمي يمتد من مطار سفنكس شمالاً حتى دهشور جنوبًا.
المشروع، الذي تتولى تخطيطه شركة عالمية كبرى بالشراكة مع بيت خبرة مصري، يهدف إلى تحويل المنطقة التاريخية إلى ما يُعرف بـ “ممر وجهة الأهرامات”؛ وهو شريط سياحي متكامل يجمع بين عبق الحضارة المصرية القديمة وسمات الوجهات السياحية الحديثة ذات المعايير الدولية.
مدبولي: التزام كامل بتحويل الأهرامات إلى مقصد عالمي
وأكد رئيس الوزراء أن الدولة ماضية في تطوير كامل نطاق هضبة الجيزة والمناطق المحيطة بالمتحف المصري الكبير، بهدف جعلها أقوى نقطة جذب سياحي في الشرق الأوسط بما يتوافق مع معايير اليونسكو لحماية التراث.
وأشار إلى أن المشروع يتسق مع استراتيجية السياحة المستدامة 2030 التي تستهدف رفع الإيرادات السياحية إلى 45 مليار دولار سنويًا بنهاية العقد.
رؤية عالمية… ومخطط يعتمد على الذكاء البياناتي
قدّم مسؤولو الشركة العالمية عرضًا متكاملاً لرؤية تعتمد على تحليل البيانات لتقدير الطلب السياحي المستقبلي وإدارة استخدامات الأراضي، مع دمج عناصر التراث والبيئة والترفيه في إطار واحد.
ووفق المتحدث باسم مجلس الوزراء المستشار محمد الحمصاني، فإن المشروع “يُرسّخ مكانة مصر كوجهة للحضارة والتراث”، مشيرًا إلى تصميمه على تقسيمات تراثية وسياحية وعمرانية تحفظ هوية المنطقة.
شبكات نقل جديدة تربط الأهرامات بدهشور وسقارة
يتضمن المشروع إنشاء محاور نقل حديثة تربط المواقع الأثرية الرئيسية لتوفير تجربة زيارة متكاملة، تشمل ممرات تمتد من هضبة الجيزة إلى سقارة ودهشور. كما سيتم تطوير منظومة سياحية تجمع بين الفنادق الفاخرة والمناطق الخضراء والمرافق الترفيهية المستدامة.

استثمارات تنتظر الإطلاق… ومخاوف من اليونسكو
وكشف الحمصاني أن الفترة المقبلة ستشهد بدء التنفيذ بعد إنهاء الموافقات اللازمة، مع مناقشات جارية لتحديد أولويات التطوير والفرص الاستثمارية.
ويأتي المشروع استجابة غير مباشرة لتحذيرات اليونسكو في تقرير 2024 بشأن مخاطر التوسع العشوائي حول المواقع الأثرية، وهو ما يستدعي – بحسب الخبراء – إدارة صارمة للتوازن بين التطوير وحماية الهوية التاريخية.
طفرة اقتصادية مرتقبة… و50 ألف غرفة فندقية جديدة
ومن المتوقع أن يوفر المشروع عشرات الآلاف من الوظائف ويرفع الطاقة الفندقية في المنطقة بنحو 50 ألف غرفة جديدة مدعومة بمعايير الاستدامة البيئية، لضمان مقاومة آثار التغير المناخي على الصحراء المحيطة.
ويأتي هذا التسارع في ظل ارتفاع إيرادات السياحة في مصر بنسبة 25% في عام 2025، حيث سجلت 13 مليار دولار في النصف الأول فقط.










