مولودة باسم أصالة.. هل يفتح حمو بيكا صفحة جديدة مع الوسط الفني؟
حمو بيكا يعود إلى صدارة المشهد الفني والإعلامي مجددًا، لكن هذه المرة بخبر شخصي سعيد بعد إعلانه رزقه بمولودته الجديدة التي أطلق عليها اسم «أصالة»، في تزامن لافت مع استمرار أزماته مع نقابة المهن الموسيقية ومواصلة طرح مهرجانات جديدة تحافظ على حضوره بين جمهور المهرجانات.
هذا التداخل بين الفرح العائلي، والجدل النقابي، والإنتاج الفني المتواصل، جعل اسم حمو بيكا حاضرًا في قوائم الترند ومنصات التواصل خلال الأيام الأخيرة، وسط تساؤلات حول مستقبل علاقته بالموسيقيين وحدود قدرته على الاستمرار خارج المظلة النقابية.
أعلن حمو بيكا عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي أنه رزق بمولودة جديدة اختار لها اسم «أصالة»، ونشر صورًا وهو يحمل طفلته، موجهًا رسالة شكر وامتنان لله وتمنيات بأن يجعلها قرة عين لأهلها.
وتفاعل جمهور مطرب المهرجانات بكثافة مع الخبر، حيث امتلأت التعليقات بالتهنئة والدعاء لطفلته الجديدة، مع إعادة تداول وصفه السابق بـ«أبو البنات» وإبراز ملامح رومانسية في علاقته بزوجته وأسرته.
اختيار اسم «أصالة» أثار تساؤلات على السوشيال ميديا حول الرسالة التي يريد بيكا إرسالها، بين من رأى في الاسم محاولة لإضفاء صورة أكثر رصانة و«احترامًا» على شخصيته الفنية، ومن تعامل معه باعتباره مجرد تفضيل عائلي لا يحمل أي أبعاد فنية أو سياسية.
وفي كل الحالات، بدا واضحًا أن حمو بيكا استثمر لحظة الأبوة الجديدة لاستعادة جزء من التعاطف الجماهيري بعد موجات نقد قاسية طالته على خلفية أزماته مع النقابة.
أزمات مستمرة مع نقابة الموسيقيين
على الجانب الآخر من هذا المشهد العائلي الهادئ، لم تغادر أزمات حمو بيكا مع نقابة المهن الموسيقية دائرة الضوء، إذ ما زال قرار إيقافه ومنعه من الغناء داخل مصر حاضرًا في المشهد بعد سلسلة من القرارات التأديبية والإنذارات على مدار السنوات الماضية.
وتشير تقارير صحفية إلى أن النقابة ما زالت متمسكة بعدم منحه عضوية رسمية، مع السماح له بالتحرك في نطاق محدود عبر الحفلات خارج البلاد أو المحتوى الإلكتروني، ضمن سياسة أوسع لتشديد الرقابة على محتوى المهرجانات عبر يوتيوب ومنصات التواصل.
بيكا من جانبه لم يتوقف عن انتقاد ما يعتبره «ظلمًا» من النقابة، وإن عاد في أكثر من مناسبة لتقديم اعتذارات ومحاولات تهدئة، مؤكدًا أن نشاطه الفني يمثل مصدر رزق لعشرات العاملين معه، وأنه «لا يفعل شيئًا حرامًا» على حد تعبيره في مقابلات وتصريحات سابقة.
وتفيد تقارير حديثة بأن نقابة الموسيقيين تتحرك حاليًا لحصر المخالفات على المنصات الرقمية وتوجيه إنذارات جديدة، وهو ما يضع حمو بيكا مجددًا في مرمى أي إجراءات تصعيدية قادمة.
إنتاج فني لا يتوقفرغم القيود النقابية، يواصل حمو بيكا سياسة «الحضور بالمحتوى» عبر طرح مهرجانات جديدة على يوتيوب ومنصات الصوت، من بينها أعمال صدرت خلال 2025 مثل «أسد عوو» و«كل العيال عملت أشباح» و«اسند ضهرك لسندهولك عافية» و«مجالات وفرق تتجمع» بمشاركة عدد من الأسماء الثابتة في عالم المهرجانات مثل ميسو ميسرة وإسلام كابونجا.
وتعتمد هذه الأعمال على مزيج من التوزيع الإلكتروني الثقيل والكلمات الحادة والصورة البصرية الصاخبة في الكليبات، ما يبقي بيكا حاضرًا في ساحة «الترندات» حتى مع غيابه عن الحفلات الرسمية داخل مصر
هذا الزخم الرقمي يعكس تحولًا في استراتيجية بيكا؛ من الرهان على المسرح والحفلات الجماهيرية إلى الاستثمار في المنصات، حيث لا تخضع الأعمال لنفس مستوى الرقابة المباشرة المفروضة على الحفلات الحية، مع استمرار قدرته على جذب إعلانات ورعاة من خلال مشاهدات بالملايين.
غير أن نجاح هذه الاستراتيجية يبقى مهددًا إذا مضت نقابة الموسيقيين في خطتها الجديدة لإحكام السيطرة القانونية على كل من يقدم محتوى غنائي داخل مصر حتى لو كان عبر الإنترنت فقط.
بين صورة «المثير للجدل» و«الأب المسؤول»صورة حمو بيكا اليوم تقف عند مفترق واضح: فالرجل ما زال رمزًا لـ«مؤدي المهرجانات المثير للجدل» الذي اصطدم أكثر من مرة بالنقابة وتعرض لقرارات الإيقاف والمحاكمة الإعلامية، لكنه في الوقت ذاته يقدم نفسه الآن كأب لأسرة و«أبو البنات» الذي يتحمل مسؤولية بيت مفتوح وفريق عمل كامل.
هذه الازدواجية بين «الشارع» و«البيت»، وبين «المهرجان» و«غرفة الأطفال»، تمنح قصته بعدًا إنسانيًا إضافيًا يفسر استمرار الاهتمام به رغم وفرة مؤدي المهرجانات على الساحة.
ويبقى السؤال المطروح في الكواليس: هل يدفع وصول «أصالة حمو بيكا» إلى حياته نحو تهدئة المواجهة مع النقابة وتحسين لغة الخطاب والالتزام بالضوابط، أم أن بيكا سيستمر في اللعب على حافة الجدل باعتباره الوصفة الأسرع للبقاء في دائرة الضوء؟
الإجابة لن تحسمها بيانات التهنئة أو صور الحضن الأولى مع المولودة، بل ما ستكشفه الشهور المقبلة من طبيعة تعامله مع قرارات النقابة وخياراته الفنية بين التصعيد والتهدئة، وبين حسابات الأبوة وحسابات «الترند» الدائم.










