نهضة سينمائية سعودية غير مسبوقة في مهرجان البحر الأحمر 2025 , «هجرة» و«مجهولة» أحدث إنتاجات شهد أمين وهيفاء المنصور , والمرأة في قلب السينما السعودية وحضور دولي واسع للأعمال المحلية
«هجرة» و«مجهولة» أحدث إنتاجات شهد أمين وهيفاء المنصور.. المرأة في قلب السينما السعودية
جدّة – ١٠ ديسمبر ٢٠٢٥
شهدت السينما السعودية خلال السنوات الأخيرة نهضة غير مسبوقة، ودور مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025 كان محورياً في إبراز هذه الطفرة، حيث جمع بين الإنتاجات المحلية والدعم المؤسسي والمشاركة الدولية الواسعة. الدورة الحالية اعتُبرت واحدة من أفضل دورات المهرجان، رغم وجود مجالات تحسين في بعض التنظيمات، لكنها أكدت قدرة المملكة على تحويل صناعة السينما إلى منصة عالمية متكاملة.
دور المؤسسات السعودية
تلعب المؤسسات الحكومية والخاصة دوراً أساسياً في تعزيز السينما المحلية. أبرزها:
• هيئة الفيلم السعودي تحت إدارة عبد الله آل عياف، التي تشرف على مؤتمرات وإصدارات وفعاليات تهدف لدعم السينما.
• جمعية الفيلم السعودي بقيادة أحمد الملا، التي توسع نشاطاتها لتشمل كل جوانب العمل السينمائي، بعد أن كانت سابقاً تركز على مهرجان الفيلم السعودي السنوي فقط.
• شركات الإنتاج مثل «العُلا» و«إثراء» و«إنجاز» و«شاف» ساهمت في تعزيز النهضة السينمائية، مقدمة دعماً مستمراً للإنتاج المحلي وعرضه دولياً.

الإنتاجات الجديدة: «هجرة» و«مجهولة»
قدمت المخرجة شهد أمين فيلمها الروائي الثاني «هجرة» بعد ست سنوات من فيلمها الأول «سيدة البحر». الفيلم يحكي رحلة فتاة مفقودة ضمن سياق اجتماعي وديني عميق، ويتميز بالاهتمام بالشخصيات وتفاعلاتها الدرامية، ما يعكس تطوراً فنياً ملحوظاً لدى المخرجة. عُرض الفيلم دولياً في مهرجان «ڤينيسيا»، ويُمثّل السعودية في المرحلة الأولى من ترشيحات الأوسكار، محققاً إشادة نقدية واسعة.
في المقابل، قدّمت المخرجة هيفاء المنصور فيلمها الجديد «مجهولة»، وهو فيلم تحريات بوليسي يروي قصة امرأة تحاول كشف لغز جريمة قتل امرأة مجهولة في الرياض، مع مواجهة عقبات المجتمع والشرطة. رغم طابعه التلفزيوني الأسلوبي، يضع الفيلم المرأة كبطلة محورية، ما يبرز التحديات الاجتماعية والإصرار على مواجهة القيود المجتمعية. عُرض الفيلم في مهرجان «تورونتو»، ولاقى استقبالاً أقل مقارنة بأعمال المنصور السابقة مثل «وجدة» و«المرشّحة المثالية».
رؤية نقدية
• «هجرة» يعكس تقدم شهد أمين فنياً ودرامياً، ويبرز التوازن بين القصة الاجتماعية والبعد الفردي للشخصيات.
• «مجهولة» رغم طابعه البوليسي السهل في السرد والتنفيذ، يسلط الضوء على شخصية المرأة كبطلة وحيدة تواجه المعوقات، مع توظيف عناصر الصدمة البصرية والمواقف الاجتماعية لإيصال رسالتها.
• بعض المشاهد في «مجهولة» يمكن أن تُعزز بأساليب إخراجية أكثر ابتكاراً، إلا أن الفيلم ينجح في إبراز قوة المرأة السعودية في مواجهة التحديات، وهي رسالة واضحة تستمر المنصور في طرحها منذ أعمالها السابقة.
مستقبل السينما السعودية
مع ازدياد الإنتاجات المحلية وعرضها في المهرجانات الدولية، يبدو أن مستقبل السينما السعودية واعد، حيث التوازن بين الطموح الفني والنجاح التسويقي يتيح لها المنافسة عالمياً، ويؤكد دور المرأة في صناعة السينما كمحرك للتغيير والإبداع. مهرجان البحر الأحمر يوفر منصة قوية لعرض الأعمال الجديدة والتخطيط لمستقبل السينما السعودية، مؤكدًا أن المملكة أصبحت شريكاً أساسياً في الحركة السينمائية العالمية.










