إيفان تونى يعيش واحدة من أكثر الفترات توتراً فى مسيرته، بعد أن تحوّل من هدّاف لامع فى الدورى السعودى مع الأهلى إلى اسم يتصدر عناوين الصحف بسبب اتهامه فى واقعة اعتداء فى أحد الملاهى الليلية بلندن، بالتوازى مع جدل واسع حول مستقبله وإمكانية عودته السريعة إلى الدورى الإنجليزى من بوابة أندية مثل توتنهام ووست هام وإيفرتون.
حادثة الاعتقال فى لندن
الخبر الأبرز يتعلق باعتقال إيفان تونى فى أحد أشهر الملاهى الليلية بحى سوهو فى لندن، بعد اتهامه بتوجيه نطحة رأس لمشجع حاول التقاط صورة سيلفى معه، حيث وثّقت وسائل إعلام لحظة اقتياده مكبلاً من الشرطة وسط ذهول رواد المكان.
الشرطة البريطانية أكدت احتجاز لاعباً يبلغ 29 عاماً على خلفية الاشتباه فى اعتداء وتسببه فى إصابات فى الوجه لأحد الأشخاص، قبل الإفراج عنه بكفالة على أن تستكمل التحقيقات، فى واقعة تهدد صورة اللاعب أمام الرأى العام الإنجليزى والاتحاد الوطنى لكرة القدم.
العودة السريعة للتدريبات تثير الجدل
رغم الضجة المثارة حول الحادث، عاد تونى إلى السعودية سريعاً والتحق بتدريبات نادى الأهلى، حيث نشر النادى صوراً له فى المران الجماعى وسط ابتسامات المعتاد ورسائل دعائية عن الاستعداد والاحترافية، ما اعتبره بعض المراقبين محاولة واضحة لامتصاص الصدمة إعلاميا
إحصائيات اللاعب هذا الموسم مع الأهلى تظهر أنه ما زال فى قمة مستواه التهديفى، بعد تسجيله أكثر من عشرة أهداف فى أقل من عشرين مباراة، ليصل إجمالى أهدافه مع الفريق السعودى إلى ما يفوق أربعين هدفاً منذ انتقاله من برينتفورد فى صفقة قُدّرت بنحو 40 مليون جنيه إسترلينى.
ماضى الإيقاف بسبب المراهن
اتهذه الواقعة الجديدة تأتى على خلفية ماضٍ لا يزال حاضراً فى ذاكرة الجماهير، حين عوقب تونى فى 2023 بالإيقاف لثمانية أشهر عن كل الأنشطة الكروية، بعد إدانته بانتهاك قواعد المراهنات الخاصة بالاتحاد الإنجليزى لكرة القدم، مع تغريمه مالياً والتحذير من تكرار المخالفات.
الإيقاف الطويل حرمه حينها من المشاركة مع برينتفورد والمنتخب الإنجليزى فى فترة حساسة من مسيرته، قبل أن يعود بعد انتهاء العقوبة متعهداً برد الجميل لبرينتفورد واستعادة مكانته، غير أن الانتقال إلى السعودية ثم حادثة لندن الأخيرة أعادت علامات الاستفهام حول انضباطه خارج الملعب.
صراع بين أموال السعودية وحلم البريميرليج
بعد انتقاله إلى الأهلى بعقد ضخم يمتد حتى 2028 وراتب أسبوعى خيالى معفى من الضرائب، بات أى تفكير فى العودة إلى الدورى الإنجليزى يتطلب تنازلات مالية ضخمة من اللاعب، إذ تشير تقارير إلى أن عودته قد تعنى التخلى عن جزء كبير من امتيازاته فى السعودية
رغم ذلك، تربط تقارير عدة بين تونى وعدد من أندية البريميرليج كتوتهام ووست هام وربما مانشستر يونايتد، فى ظل بحث هذه الأندية عن مهاجم جاهز، لكن مصادر قريبة من الأهلى تؤكد عدم الرغبة فى بيعه فى يناير على الأقل، مع تأكيد أن اللاعب “مستقر وسعيد” فى الدورى السعودى.
الموقف الدولى وحلم كأس العالم
على الصعيد الدولى، يراهن تونى على العودة إلى تشكيلة منتخب إنجلترا قبل كأس العالم 2026، لكن الأمور لا تسير كما يتمنى؛ فالمدير الفنى الحالى توماس توخيل لم يضمه فى أكثر من معسكر أخير، وسط قناعة بأن اللعب فى السعودية قد يقلل من حظوظه مقارنة بزملائه فى الدورى الإنجليزى.
حادثة الاعتقال الأخيرة، إلى جانب تاريخ الإيقاف بسبب المراهنات، تمنح خصومه فى صراع المراكز الدولية ذخيرة إضافية للتشكيك فى قدرته على الالتزام الانضباطى المطلوب لتمثيل المنتخب، وهو ما قد يدفعه للمغامرة بطلب العودة سريعاً إلى إنجلترا لو أراد إنقاذ آخر فرصة كبيرة فى مسيرته الدولية.
تساؤلات حول مسؤولية النجوم
فى النهاية، تتجاوز أزمة إيفان تونى حدود حادث فردى إلى نقاش أوسع حول مسؤولية النجوم خارج الملاعب، خاصة عندما يتحول السلوك الشخصى إلى عامل مؤثر فى قيمة اللاعب التسويقية ومستقبله الرياضى.
فى الوقت الذى يواصل فيه تسجيل الأهداف وجذب الأندية، يواجه تونى اختباراً أكثر صعوبة من أى دفاع فى الملعب: كيف يقنع الجمهور والمنتخب والأندية أن موهبته لن تضيع مجدداً بين إغراءات الملايين ومخاطر السهر والقرارات المتهورة؟










