سان سيرو يحاكم ليفربول: إنتر في قمة القارة والريدز على حافة الانفجار
مباراة إنتر ميلان ضد ليفربول في دوري أبطال أوروبا تتحول إلى قمة مشتعلة داخل الملعب وخارجه، مع ترقّب جماهيري هائل في سان سيرو وضغط غير مسبوق على ليفربول الغارق في أزمته الفنية وأزمة محمد صلاح مع إدارة النادي وجماهيره.
اللقاء يحمل طابعًا حاسمًا في مسار موسم الفريقين أوروبيًا، خاصة مع تراجع ليفربول في جدول دوري الأبطال مقابل انطلاقة قوية للإنتر بين كبار القارة.
أجواء ما قبل القمة
تقام المباراة على ملعب سان سيرو في مدينة ميلانو الإيطالية عند الساعة التاسعة مساءً بتوقيت إيطاليا (الثامنة بتوقيت غرينتش)، وسط حضور جماهيري كبير وترتيبات أمنية خاصة نظرًا لحساسية المواجهة وقيمة الفريقين تاريخيًا.
الإنتر يدخل اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد بداية قوية في دوري الأبطال جعلته ضمن رباعي القمة في جدول المرحلة الحالية، بينما يجد ليفربول نفسه في مركز متأخر قياسًا بتاريخه الأوروبي الحديث.
الاهتمام الإعلامي بالمباراة لا يرتبط فقط بقيمتها الرياضية، بل يتجاوز ذلك إلى الخلفيات النفسية والضغوط المحيطة بلاعبي ليفربول ومدربهم الهولندي آرنه سلوت، في ظل نتائج متذبذبة وانتقادات متزايدة لأداء الفريق خارج ملعبه.
في المقابل، يستثمر إنتر الاستقرار الفني والإداري لصناعة صورة فريق جاهز للمنافسة على اللقب، مستفيدًا من خبرة عناصره في المباريات الكبرى.
إنتر: قوة مستقرة وطموح أوروبي
في جدول دوري الأبطال، يحتل إنتر موقعًا متقدمًا بين الأندية الكبرى برصيد 12 نقطة من خمس مباريات، مع أربعة انتصارات وهزيمة وحيدة وفارق أهداف إيجابي يعكس قوته الهجومية والصلابة الدفاعية.
هذا الأداء يضع الفريق في خانة المرشحين لعبور المرحلة الحالية مبكرًا، ويمنحه أفضلية معنوية قبل استضافة ليفربول على أرضه وبين جماهيره.
نجوم الإنتر يقدّمون أرقامًا لافتة هذا الموسم، وعلى رأسهم لاوتارو مارتينيز الذي واصل تسجيل الأهداف في دوري الأبطال، إلى جانب إسهامات ماركوس تورام ودينزل دومفريس من حيث الفاعلية الهجومية وتنوع مصادر الخطورة.
كما يبرز دور التركي هاكان تشالهان أوغلو في صناعة اللعب والتحكم في إيقاع الوسط، ما يمنح الفريق مرونة تكتيكية بين الضغط العالي والتراجع المنظم.
ليفربول: أزمة نتائج وصدامات علنية
على الجان الآخر، يعيش ليفربول واحدة من أكثر فتراته توترًا في السنوات الأخيرة، بعد أن تلقى هزيمة قاسية أمام آيندهوفن برباعية مقابل هدف في الجولة الماضية من دوري الأبطال، لتتراجع صورته كفريق مرعب قاريًا.
ورغم تحقيقه ثلاثة انتصارات في المجموعة، إلا أن موقعه في منتصف الترتيب الأوروبي الحالي يعكس حالة من عدم الاستقرار والبحث عن هوية جديدة تحت قيادة سلوت.
الأزمة لا تتوقف عند حدود النتائج، بل انفجرت إعلاميًا مع التصريحات المثيرة للجدل من محمد صلاح، التي اعتبرها نجوم سابقون في إنجلترا “تدميرًا للإرث” و”عدم احترام للنادي”، ما فتح باب التأويلات حول مستقبل النجم المصري مع ليفربول.
هذا الوضع خلق أجواء مشحونة داخل النادي، في ظل شعور جزء من الجماهير بأن صلاح أصبح شماعة للأداء الضعيف، مقابل من يرون أن الإدارة لم تحسن دعم المشروع الجديد.
غياب صلاح وتأثيره الفني والمعنوي
تؤكد التقارير أن صلاح مهدد بالغياب عن التشكيلة الأساسية للقاء، سواء لأسباب بدنية أو انضباطية، في ظل حديث عن توتر العلاقة مع الجهاز الفني بعد تصريحات الأيام الماضية.
غياب اللاعب الأكثر تأثيرًا هجوميًا في السنوات الأخيرة عن موقعة بهذا الحجم يضع ليفربول أمام معادلة معقدة بين حماية غرفة الملابس وبين خسارة أهم أوراقه في المباريات الكبرى.
على المستوى الفني، يحاول سلوت الاعتماد على حلول بديلة من خلال تنشيط أدوار دومينيك سوبوسلاي وبعض الأسماء الجديدة في الخط الأمامي، لكن الفاعلية في الثلث الهجومي ما زالت محل تساؤل أمام دفاع منظم مثل دفاع الإنتر.
هذه الصورة تمنح الفريق الإيطالي فرصة للضغط المبكر واستغلال أي ارتباك في بناء الهجمات من جانب الضيوف.
ذاكرة المواجهات والبعد التكتيكي
التاريخ القاري بين الفريقين يعكس تفوقًا واضحًا لليفربول في السنوات الماضية، حيث حقق الانتصار أكثر من مرة في مواجهات خروج المغلوب، قبل أن ينجح إنتر في خطف فوز ثمين على أرض آنفيلد في 2022 رغم خروجه من البطولة آنذاك.
هذه الخلفية تمنح اللقاء طابع “الثأر المؤجل” بالنسبة للإنتر، و”محاولة إنقاذ الهيبة” بالنسبة لليفربول الذي يرى أن خسارة جديدة قد تعمّق الشكوك حول مشروعه الحالي.
تكتيكيًا، يتوقع أن يعتمد الإنتر على الضغط
واستغلال الأطراف، مع توظيف السرعة في التحولات الهجومية، بينما يحاول ليفربول استعادة فلسفة الاستحواذ الإيجابي والتحرك بدون كرة لتعويض غياب صلاح المحتمل.
نجاح أي من المدرّبين في فرض أسلوبه سيحدد ملامح اللقاء، في ليلة تبدو فيها التفاصيل الصغيرة – من قرار تحكيمي أو خطأ دفاعي – قادرة على تغيير مسار الموسم لكلا الفريقين.








