القفطان المغربي يُسجَّل ضمن التراث العالمي لليونسكو: أول لباس شعبي عربي يُدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو
أدرجت اليونيسكو القفطان المغربي ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، اعترافاً دولياً بقيمته التاريخية والجمالية والاجتماعية، وتأكيدا على دوره كرمز للهوية والثقافة المغربية العريقة.
المغرب – ١٠ ديسمبر ٢٠٢٥
أدرجت اللجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، اليوم الأربعاء، القفطان المغربي ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وذلك خلال اجتماعها المنعقد في نيودلهي بالهند، ليصبح القفطان رسمياً رمزاً للهوية المغربية على الساحة العالمية.
ويأتي هذا القرار تقديراً للقيمة التاريخية والجمالية والاجتماعية للقفطان، الذي يمثل أكثر من مجرد لباس احتفالي، بل موروثاً حياً يعكس مسارات حياة وثقافة المجتمع المغربي عبر القرون.
ملف الترشيح وجهود المغرب
تقدمت المملكة المغربية بملف متكامل ضمن المسار الرسمي للترشيح، شاركت في إعداده وزارة الثقافة والشباب والتواصل والمندوبية الدائمة للمغرب لدى اليونيسكو في باريس. وتضمن الملف معلومات دقيقة حول تطور القفطان المغربي عبر القرون، وتقنياته، وغناه الجمالي، ووظائفه الاجتماعية، ما جعله مرشحاً مثالياً للقائمة التمثيلية للتراث غير المادي.
وأكدت وثائق التسجيل (رقم الملف: 02077) أن القفطان ليس مجرد زي احتفالي، بل تحفة فنية تتجدد عبر الزمن، ويحافظ على التراث الاجتماعي والتقني للحرفيين المغاربة الذين توارثوا مهارات النسيج والتطريز والزخرفة وصياغة الأشكال، ليظل القفطان رمزاً حيّاً للإبداع والفن المغربي التقليدي.
القفطان كرمز للهوية المغربية والإبداع متعدد الثقافات
يمثل هذا الاعتراف العالمي تأكيداً على المكانة التي يحتلها القفطان المغربي كرمز ثقافي حيّ، إذ رافق مناسبات محلية ودينية وعائلية وظل جزءاً من الذاكرة الجماعية للمجتمع المغربي. كما يُظهر الملف كيف أن القفطان فتح المجال للإبداع ودمج التأثيرات الأمازيغية والعربية والأندلسية والعثمانية، ما جعله نموذجاً فريداً لتعددية الهوية الثقافية في المغرب.
ولم يقتصر تأثير القفطان على المغرب، إذ شهد انتشاراً عالمياً في العقود الأخيرة، ليصبح خياراً للأناقة الشرقية بين النساء من مختلف أنحاء العالم، من فنانات عالميات إلى أميرات وشخصيات بارزة، معززاً مكانته كأحد أبرز الأزياء التراثية العربية المعاصرة.
حضور القفطان في المهرجانات وعروض الموضة
ساهم ظهور القفطان المتكرر في المناسبات الدولية والمهرجانات وعروض الأزياء العالمية، إلى جانب تغطية وسائل الإعلام، في تعزيز مكانته كرمز للأناقة التقليدية والابتكار الفني المغربي، ما جعله جسرًا بين التراث والفن المعاصر على الساحة العالمية.

الاعتراف الدولي وأهميته
يأتي إدراج القفطان ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي في سياق توجه عالمي نحو إبراز التراث غير المادي في المنطقة العربية وشمال أفريقيا، بوصفه رصيداً مشتركاً يعكس حيوية المجتمعات وقدرتها على الإبداع في سياقات متغيرة. ويؤكد هذا التسجيل على أهمية الحفاظ على الممارسات الثقافية التقليدية، وتعزيز مكانة الصناعات التقليدية في الاقتصاد الإبداعي، فضلاً عن فتح المجال للتعاون الإقليمي والدولي في صون التراث وتنمية الحرف المرتبطة به.
وبذلك يواصل القفطان المغربي رحلته من فضاءات التاريخ إلى منصات العالمية، ليظل رمزاً للتنوع الثقافي والإبداع الفني، مؤكدًا أن التراث حين يُحفظ ويُحتفى به، يمكن أن يتحول إلى لغة مشتركة تجمع بين الشرق والغرب والأجيال المختلفة.
صورة من وزارة الثقافة والشباب والرياضة المغربية – قطاع الثقافة – مديرية التراث الثقافي











