كشفت شبكة أطباء السودان، الأربعاء، عن احتجاز قوات الدعم السريع ما يزيد عن 19 ألف شخص في سجون ومعتقلات بإقليم دارفور، بينهم أكثر من خمسة آلاف مدني، في ظروف وصفتها الشبكة بأنها قاسية وتنعدم فيها المعايير الإنسانية والقانونية. ويأتي هذا التقرير فيما تتواصل عمليات الاعتقال منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، حيث أسرت قوات الدعم السريع أعدادًا كبيرة من عناصر القوات النظامية واعتقلت مدنيين وتجارًا ورجال أعمال وسياسيين، قبل نقل عدد كبير منهم إلى دارفور بعد انسحابها من الخرطوم والجزيرة وسنار.
سجون دقريس وكوبر… بؤر للاكتظاظ والانتهاكات
ووفق البيان، تحتجز قوات الدعم السريع المعتقلين في سجني دقريس وكوبر بمدينة نيالا، إضافة إلى معتقلات أخرى في دارفور. وتشير المعلومات إلى أن المحتجزين يشملون الآلاف من عناصر الشرطة الموحدة وجهاز الأمن والقوات المسلحة، ومجموعات من القوات المساندة للجيش، فضلًا عن أكثر من خمسة آلاف معتقل في الفاشر. كما وثقت الشبكة وجود ما يزيد عن خمسة آلاف معتقل مدني من مختلف القطاعات، بينهم سياسيون وإعلاميون و73 من الكوادر الطبية المعتقلين من الخرطوم ودارفور.
تدهور صحي حاد وارتفاع في الوفيات
يسلط التقرير الضوء على التدهور المتسارع في الأوضاع الصحية داخل مرافق الاحتجاز، حيث تنتشر الأمراض المعدية نتيجة الازدحام الشديد وسوء النظافة وغياب العزل الطبي. وتعاني السجون من نقص حاد في الرعاية الصحية وغياب الغذاء الكافي وندرة مياه الشرب، ما أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات، إذ يتم تسجيل أكثر من أربع وفيات أسبوعيًا بسبب الإهمال الطبي. ويشير التقرير إلى أن عدم توفر إسعافات طبية حال دون نقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات.
سجن دقريس… “مدينة رعب” وفق الشهادات
كشفت مجموعة محامو الطوارئ في نوفمبر الماضي عن وفاة معتقلين بسبب الجوع وسوء المعاملة داخل “مدينة الخير الإصلاحية” المعروفة بسجن دقريس. ويؤكد شهود عيان أن السجن تحول إلى “ساحة رعب” تتزايد فيها الانتهاكات بحق المحتجزين، بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة وغياب الرقابة الإنسانية.
دعوات عاجلة لتدخل دولي
طالبت شبكة أطباء السودان الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالضغط على قيادة قوات الدعم السريع لإطلاق سراح المحتجزين المدنيين وتحسين ظروف احتجازهم ونشر قوائم بأسمائهم لتمكين أسرهم من معرفة مصيرهم. كما دعت إلى وقف الاعتقالات التعسفية وضمان حماية المحتجزين وفق المعايير الدولية، مشددة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لحماية آلاف المحتجزين الذين يواجهون ظروفًا تهدد حياتهم يوميًا.










