وقّعت إثيوبيا وزامبيا في 10 ديسمبر 2025 اتفاقية تعاون عسكري جديدة في العاصمة أديس أبابا، في خطوة تُعد الأولى من نوعها بين البلدين، وتهدف إلى تعزيز العلاقات الدفاعية وفتح آفاق أوسع للتعاون في مجالات التدريب والتحديث الأمني والصناعات العسكرية.
وجاء توقيع الاتفاقية في وقت يشهد فيه القرن الأفريقي توترات إقليمية متزايدة، خصوصًا مع استمرار أزمة سد النهضة وانتشار القوات المصرية في الصومال، ما يمنح الاتفاقية بُعدًا جيوسياسيًا إضافيًا يبرز تأثيرها المحتمل على الأمن الإقليمي.
وثائق بريطانية : إثيوبيا تبني سد النهضة تحديا لمصر
شارك في مراسم التوقيع من الجانب الإثيوبي المشير برهانو جولا رئيس أركان القوات المسلحة ووزيرة الدولة للدفاع مارثا لويجي، فيما مثّل الجانب الزامبي الفريق جيفري زييلي رئيس أركان القوات المسلحة ووزير الدولة للدفاع مامبو هاماوندو.
وأشاد القادة العسكريون من الطرفين بهذه الخطوة، معتبرين أنها تمثل بداية فصل جديد من التعاون الدفاعي بين شرق أفريقيا وجنوبها، وتعزز فرص بناء قدرات مشتركة تسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
أزمة سد النهضة..إثيوبيا لمصر: اتفاقيات 1929 و1959 “لا معنى لها” “فيديو”
وتتضمن الاتفاقية تعاونًا واسعًا يشمل مجالات التدريب العسكري وتبادل الخبرات، إضافة إلى دعم جهود التحديث الدفاعي من خلال تبادل المعرفة والتكنولوجيا العسكرية، والاستفادة من التجربة الإثيوبية في التطوير منخفض التكلفة.
كما تشمل تعزيز التنسيق الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية وتنظيم تدريبات مشتركة، إلى جانب بحث فرص شراكات مستقبلية في الصناعات العسكرية لرفع مستوى الاكتفاء الذاتي لدى الطرفين.
قيادات تيغراي تحذر من اندلاع حرب جديدة بين إثيوبيا وإريتريا
وأكد المشير برهانو جولا أن إثيوبيا تمتلك خبرة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود في حفظ السلام ومكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تمثل منفعة متبادلة تسهم في تعزيز الأمن الأفريقي.
ومن جانبه، وصف الفريق جيفري زييلي الاتفاق بأنه إطار حيوي يعزز النمو العملياتي للجيش الزامبي، مؤكدًا إعجاب بلاده بالتقدم الذي حققته إثيوبيا في القطاع العسكري.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة إثيوبيا لتوسيع شبكة شراكاتها الدفاعية لعام 2025، حيث سبقتها اتفاقيات مشابهة مع كينيا والمغرب ودول أخرى في شرق أفريقيا، في إطار توجه دبلوماسي يسعى لبناء منظومة أمن جماعي أفريقي تقلل الاعتماد على القوى الخارجية.
أما بالنسبة لزامبيا، فإن الاتفاقية تندرج ضمن رؤية الرئيس هاكيندي هيشيليما لتحديث القوات المسلحة وتعزيز قدراتها في ظل التحديات التي تواجه منطقة البحيرات العظمى.










