طهران، إيران – أكد المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، أن الشعب الإيراني نجح في إحباط مساعي العدو المتواصلة لتغيير الهوية الدينية والتاريخية والثقافية للأمة من خلال “المقاومة الوطنية”. جاءت تصريحات خامنئي خلال مراسم مهيبة أقيمت في حسينية الإمام الخميني اليوم، الخميس، بمناسبة ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، حيث غمرت البلاد أجواء من النور والفرح بهذه المناسبة.
أمريكا في قلب “جبهة العدو الواسعة”
انتقد خامنئي بشدة الجهود التي وصفها بأنها تستهدف الثورة، موضحاً أن “خط العدو وخطره وهدفه” هو محو “آثار الثورة وأهدافها ومفاهيمها، ونسيان ذكرى الإمام”.
وحدد المرشد الإيراني أطراف هذه “الجبهة الواسعة والنشطة” بالقول:”أمريكا في قلب هذه الجبهة الواسعة والنشطة، وبعض الدول الأوروبية تحيط بها، أما المرتزقة والخونة وعديمو الجنسية الذين يحاولون كسب عيشهم في أوروبا فهم على هامش هذه الجبهة”.
ووصف خامنئي الغطرسة وبناء الأجواء من قبل عناصر الإعلام الغربي والمسؤولين السياسيين والعسكريين بأنها علامة على “ضغط الدعاية للعدو”، مؤكداً أن الهدف الرئيسي لضغوط الظالمين هو “تغيير الهوية” والسيطرة على الأمم ومواردها.
“المقاومة الوطنية” أساس التقدم رغم التحديات
شدد قائد الثورة على أن المقاومة الوطنية هي “الصمود والتصدي لجميع أنواع الضغوط من الظالمين”، سواء كانت ضغوطاً عسكرية (كما في الدفاع المقدس والأشهر الأخيرة)، أو ضغوطاً اقتصادية وإعلامية وثقافية.
ورغم إقراره بوجود العديد من “أوجه القصور والمشاكل في جميع أنحاء البلاد”، أكد خامنئي أن الأمة الإيرانية “يوماً بعد يوم، تعمل بثباتها وحسن نيتها وسعيها لتحقيق العدالة، على بناء شرف وقوة للإسلام وإيران، وتتحرك البلاد وتسعى جاهدة وتحرز تقدماً”.
توجيهات للإنشاد والمدح (المراثي)
خصص خامنئي جانباً من خطابه للاحتفاء بـ المراثي (المدح والشعر في أهل البيت)، واصفاً إياها بـ “الظاهرة المؤثرة للغاية” و”إحدى أسس أدب المقاومة”.
وأشار إلى أن المراثي والمجالس الدينية تساهم في “تجميع أدب المقاومة وتوسيعه ونقله”، وهو أمر ضروري في مواجهة الحرب الدعائية.
واعتبر المرشد أن إيران اليوم في “مركز حرب دعائية وإعلامية” مع جبهة العدو الواسعة، ودعا المادحين إلى مهاجمة نقاط ضعف العدو وشرح المفاهيم القرآنية وتحويل اللجان إلى مراكز للتمسك بقيم الثورة.
وفي ختام كلمته، هنأ آية الله خامنئي الحضور بمولد السيدة الزهراء (عليها السلام)، مشدداً على ضرورة الاقتداء بـ “تلك السيدة المثالية في جميع الجوانب” كالتقوى وطلب العدل.










