قلب فنان يتوقف ثلاث مرات… وجمهور لا يستيقظ إلا على التريند: ماذا نعرف حقًا عن طارق الأمير؟
الفنان طارق الأمير يمر حاليًا بواحدة من أخطر أزماته الصحية، بعد توقف قلبه أكثر من مرة ودخوله في غيبوبة داخل العناية المركزة، بينما تتمسك أسرته ونقابة المهن التمثيلية بأمل تجاوزه لهذه المحنة وسط موجة واسعة من الدعاء والتضامن عبر مواقع التواصل.
وفي الوقت نفسه أعادت هذه الأزمة تسليط الضوء على مشواره الفني الطويل وأدواره البارزة في أفلام حققت حضورًا جماهيريًا كبيرًا.
من هو طارق الأمير؟
طارق الأمير ممثل ومؤلف مصري بدأ مشواره الفني في التسعينيات، وعُرف بأداء أدوار ثانوية تركت بصمة واضحة في السينما والتلفزيون رغم قلة ظهوره إعلاميًا.
يمكن للجمهور تذكره بوضوح في شخصية الضابط هاني مستشار الغرام في فيلم “اللي بالي بالك”، وشخصية عبد المنصف في فيلم “عسل أسود”، إضافة إلى مشاركته في “عوكل” و”صنع في مصر” ومسلسل “أم كلثوم” وغيرها.
بعيدًا عن التمثيل، شارك الأمير في مجال الكتابة، حيث ارتبط اسمه بعدة أفلام تجارية شهيرة مثل “كتكوت” و”مطب صناعي” و”الحب كده”، ما يعكس تنوع أدواته الفنية بين الأداء أمام الكاميرا والعمل خلفها في ورش السيناريو.
هذه التركيبة جعلته ضمن الأسماء الحاضرة في الكوميديا الشعبية المتداولة جماهيريًا، حتى وإن لم يكن من نجوم الشباك التقليديين.
تفاصيل الأزمة الصحية الأخيرة
تؤكد شهادات نقابة المهن التمثيلية وأفراد من عائلة طارق الأمير أنه تعرض لأزمة قلبية حادة أدت إلى نقله بشكل عاجل إلى العناية المركزة بأحد مستشفيات القاهرة.
وذكرت أسرته أن عضلة القلب توقفت أكثر من مرة، وأن إحدى هذه المرات امتدت لنحو 18 دقيقة، ما تسبب في مضاعفات خطيرة على المخ وأعضاء أخرى قبل أن ينجح الأطباء في إنعاشه.
المعلومات المتداولة تشير إلى أنه في حالة حرجة، ويرقد في غيبوبة تامة تحت مراقبة طبية دقيقة، مع متابعة خاصة لوظائف القلب والكلى التي تأثرت خلال الأزمة قبل أن تتحسن جزئيًا وفق ما تم تداوله.
وفي الوقت نفسه تكررت مناشدات الأسرة والنقابة للجمهور بالدعاء له، مع تأكيد أن الحديث عن وفاته غير صحيح حتى الآن وأن كل ما يتم تداوله في هذا الاتجاه مجرد شائعات مؤلمة.
بين الشائعة والحقيقة
انتشرت خلال الساعات الأخيرة موجة من الأخبار غير الدقيقة التي تتحدث عن وفاة الفنان، ما اضطر أسرته إلى الخروج لنفي هذه الأنباء وتوضيح أن حالته رغم خطورتها لا تزال قيد المتابعة داخل العناية المركزة.
يعكس هذا التسرع الإعلامي إشكالية تكررت مع فنانين آخرين، حيث تتحول الأزمة الصحية إلى سباق على العناوين بدلاً من انتظار بيانات موثوقة من مصادر رسمية أو من الأسرة نفسها.
في المقابل، صدرت تصريحات من داخل النقابة تؤكد أن حالة الأمير “حرجة ولكن تحت السيطرة الطبية”، وأن التواصل مستمر مع المستشفى وأسرته لمتابعة أي تطورات قبل الإعلان عنها للرأي العام.
وبين نفى الشائعات ومحدودية المعلومات الطبية الدقيقة، يبقى الجمهور في حالة ترقب وقلق، مع اعتماد أغلب المتابعين على منشورات الأسرة وممثلي النقابة لمعرفة المستجدات.
مشواره الفنى وأدواره البارزة
على الرغم من أن آخر ظهور فني بارز لطارق الأمير كان قبل سنوات من خلال فيلم “عسل أسود”، فإن شخصياته لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور، خصوصًا عبد المنصف الزوج المقهور كوميديًا، والضابط هاني مستشار الغرام في “اللي بالي بالك”.
كما شارك في أعمال سينمائية أخرى مثل “عوكل” و”صنع في مصر”، بالإضافة إلى أعمال تلفزيونية مبكرة بينها “الطريق إلى إيلات” و”أم كلثوم”، ما يوضح امتداده من الدراما الوطنية إلى الكوميديا الاجتماعية.
هذه الأدوار وإن بدت ثانوية في ترتيب التترات، فإنها لعبت دورًا مكملًا في تشكيل الكوميديا والمواقف الدرامية داخل أفلام حققت نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر، الأمر الذي منح الأمير شعبية صامتة لدى شريحة من الجمهور.
وتستدعي هذه الأزمة الصحية إعادة النظر في مكانة “الوجوه المألوفة” التي بنت جزءًا مهمًا من ذاكرة السينما المصرية، من دون أن تحظى دائمًا بضوء النجومية الكاملة.










