كأس العرب في قبضة المغاربة: سوريا تقاتل حتى الصافرة… لكن الدقيقة 79 تكتب النهاية
انتهت مباراة المغرب وسوريا في ربع نهائي كأس العرب 2025 في قطر بفوز منتخب المغرب 1-0 وتأهله إلى نصف النهائي بعد مباراة عصبية وحافلة بالتفاصيل التحكيمية والندية حتى الثواني الأخيرة.
حملت المواجهة عنوان صراع بين قوة أسود الأطلس الصاعدة وطموح نسور قاسيون الباحثين عن إنجاز تاريخي، قبل أن يحسم وليد أزارو المشهد بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة.
نتيجة المباراة وسيناريو الهدف
حسم المنتخب المغربي بطاقة العبور إلى المربع الذهبي بفوز صعب على سوريا بهدف دون رد على ملعب خليفة الدولي في الدوحة ضمن ربع نهائي كأس العرب 2025.
جاء الهدف الوحيد في الدقيقة 79 عبر المهاجم وليد أزارو الذي تابع كرة مرتدة من الحارس السوري بعد تسديدة قوية من البديل منير شعير، ليسكنها في الشباك من مسافة قريبة.
المباراة اتسمت بحذر كبير في الشوط الأول، مع تفوق نسبي للمغرب في الاستحواذ مقابل تنظيم دفاعي سوري صارم، قبل أن ترتفع وتيرة الفرص في الشوط الثاني مع اندفاع أسود الأطلس للهجوم ومحاولات سورية خاطفة عبر المرتدات والكرات الثابتة.
أداء المغرب: سيطرة وفرص مهدرة
المنتخب المغربي بدأ اللقاء بضغط مبكر، وكاد أن يفتتح التسجيل عبر رأسية أمين زحزوح في الربع الأول لولا تألق الحارس إلياس هدايا الذي أبعد الكرة ببراعة.
تكررت محاولات أسود الأطلس في الشوط الثاني عبر تسديدات وليد الكرتي وكريم البركاوي، لكن الحظ وسوء اللمسة الأخيرة ساهما في تأخير الهدف حتى الدقيقة 79.
تقنيًا، أظهر المغرب تنوعًا في الحلول بين الاختراق من الأطراف والتمريرات العمودية، واستفاد من دكة بدلاء قوية قلبت إيقاع المباراة مع دخول أسماء هجومية أثقلت كاهل الدفاع السوري ورفعت من عدد المحاولات على المرمى.
شجاعة سوريا وحدود الواقعية
رغم الخسارة، قدّم منتخب سوريا مباراة قتالية وحافظ على تماسكه الدفاعي لفترات طويلة، معتمداً على إغلاق العمق الدفاعي وإجبار المغرب على التسديد من خارج المنطقة أو رفع الكرات العرضية.
هدد السوريون المرمى المغربي في بعض اللحظات عبر كرات مرتدة ومحاولات فردية، لكنهم افتقدوا للفعالية في الثلث الهجومي الأخير أمام تنظيم الدفاع المغربي.
الهدف المتأخر أربك حسابات نسور قاسيون الذين حاولوا التقدم في الدقائق الأخيرة بحثًا عن التعادل، إلا أن التسرع وقوة الدفاع المغربي، إلى جانب تدخلات الحكم في بعض الألعاب البدنية، منعتهم من العودة في النتيجة.
الطرد واللحظات الأخيرة
المغرب أكمل الدقائق الأخيرة بعشرة لاعبين بعد طرد البديل محمد مفيد في الوقت بدل الضائع بسبب تدخل عنيف على لاعب سوري، عقب مراجعة الحكم لتقنية الفيديو.
قرار الطرد أعطى سوريا دفعة معنوية متأخرة، لكنها لم تُترجم إلى هدف في ظل الانضباط الدفاعي المغربي والتمركز الجيد في الكرات العالية والعرضيات الأخيرة.
كما أهدر ربيع حريمات فرصة قتل المباراة بهدف ثانٍ في الدقيقة 94 بعدما تلقى تمريرة متقنة من محمود بنتايك في هجمة مرتدة سريعة، لكنه سدد الكرة أعلى العارضة بشكل أثار دهشة الجماهير.
مكاسب المغرب وتداعيات الخروج السوري
بتأهله إلى نصف النهائي، أصبح منتخب المغرب أول الواصلين إلى المربع الذهبي، وينتظر مواجهة الفائز من لقاء الجزائر والإمارات في صدام مغاربي أو عربي جديد عالي الحساسية.
الانتصار يعزز صورة أسود الأطلس كأحد المرشحين البارزين على لقب كأس العرب 2025، خصوصًا بعد ثبات المستوى منذ دور المجموعات وتنوع الأسماء القادرة على الحسم في الخط الأمامي.
في المقابل، خروج سوريا من ربع النهائي رغم الأداء القتالي سيُقرأ جماهيريًا على أنه خطوة إيجابية مقارنة بالنسخ السابقة، لكنه يترك أيضًا أسئلة مفتوحة حول محدودية الخيارات الهجومية وكيفية تطوير نهج أكثر جرأة في المباريات الحاسمة أمام المنتخبات الكبرى.










