وفاة الشيخ عبد الرحمن بن السيوطي: تمبكتو تودع “حارس الذاكرة الإسلامية” وإمام جامع جينغاريبير الكبير
في خبر أثار الحزن في الأوساط الدينية والثقافية المالية، توفي الشيخ عبد الرحمن بن السيوطي، إمام جامع جينغاريبير الكبير في مدينة تمبكتو التاريخية، يوم الاربعاء 10 ديسمبر 2025، عن عمر ناهز 78 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.
ويُعد الشيخ السيوطي، الذي ينتسب إلى سلالة علماء يُقال إنها مرتبطة بالإمام جلال الدين السيوطي، رمزاً للصمود الثقافي وحفظ التراث في وجه التحديات الأمنية والسياسية التي شهدتها المنطقة منذ عام 2012.
جنازة مهيبة وحداد رسمي
توفي الشيخ السيوطي في مستشفى تمبكتو الجامعي بعد أن أدى صلاة الفجر بساعات قليلة. وقد أقيمت الصلاة على الجثمان في جامع جينغاريبير نفسه، الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الـ13، بحضور آلاف المعزين من سكان المدينة والقبائل المجاورة.
الحداد: أعلنت السلطات المالية الحداد الرسمي ليوم واحد، فيما شُيّع جثمانه الطاهر ليوارى الثرى بجوار أسلافه في مقبرة المدينة التاريخية.
الردود: نعت الحكومة المالية الفقيد بـ “خسارة وطنية كبرى”.
كما وصفت منظمة اليونسكو، التي تعتبر تمبكتو “مدينة المخطوطات”، الشيخ بأنه “حارس للذاكرة الإسلامية”. جبهة تحرير أزواد أصدرت أيضاً بياناً وصفته فيه بـ “رجل الإيمان والحكمة”.
رمز الصمود وحامي المخطوطات النادرة
تولى الشيخ عبد الرحمن بن السيوطي إمامة جامع جينغاريبير في عام 1985. واشتهر بدوره المحوري في الحفاظ على التراث خلال أحلك الظروف:
وخلال احتلال الجماعات الجهادية لتمبكتو بين عامي 2012 و 2013، رفض الشيخ الخضوع ونظم إخفاء آلاف المخطوطات الإسلامية النادرة، مما جعله هدفاً، لكنه نجا بفضل دعم القبائل المحلية.
و عُرف الشيخ بلقب “الإمام الإنترنتي” لنقله صوت تمبكتو إلى العالم، كما أسس مكتبة خاصة لترميم وحماية التراث المخطوط. وكان يقول: “تمبكتو ليست حجراً، بل أرواح العلماء الذين يحمونها”.
ووُلد الشيخ في 1947، ودرس الفقه المالكي والتصوف، وترك خلفه مؤلفات في التفسير والفقه، وسبعة أبناء.
واختتمت مراسم دفن الشيخ السيوطي في الذكرى الـ700 لتأسيس مسجده، تاركاً إرثاً يصعب تعويضه في هوية “جوهرة الصحراء”.










