تحذير تركي صارم من عسكرة البحر الأسود، ودعوة لخفض التصعيد بين موسكو وكييف، مع ضغط متجدد على إسرائيل للالتزام الكامل بوقف إطلاق النار في غزة.
أنقرة : ١٣ ديسمبر ٢٠٢٥
حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مخاطر انزلاق البحر الأسود إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدًا أن تصاعد الهجمات البحرية لا يهدد أطراف الصراع وحدهم، بل يضع طرق التجارة العالمية وإمدادات الغذاء والطاقة على المحك.
وخلال حديثه للصحفيين على متن طائرته عائدًا من منتدى السلام والثقة الدولية في عشق آباد، شدد أردوغان على أن “البحر الأسود يجب ألا يُنظر إليه كساحة صراع”، معتبرًا أن عسكرة الممرات البحرية ستؤدي إلى توسيع رقعة الحرب وخلق تداعيات تتجاوز حدود أوروبا الشرقية.
وجاءت تصريحات أردوغان عقب تضرر سفينة ترفع علمًا أجنبيًا وتديرها شركة تركية إثر هجوم استهدف ميناء تشيرنومورسك الأوكراني، في واقعة اعتبرها الرئيس التركي دليلاً جديدًا على هشاشة أمن الملاحة المدنية مع تصاعد الأعمال العسكرية في البحر.
وفي لهجة تحذيرية، أشار أردوغان إلى أن تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتكثيف الضربات على الموانئ الأوكرانية وربما استهداف سفن دول داعمة لكييف، تنذر بتدويل المواجهة البحرية، ما يرفع كلفة الحرب سياسيًا واقتصاديًا على الجميع.
وأكد أن أنقرة تواصل الدفع باتجاه خفض التصعيد والحوار، مشددًا على أن سلامة الملاحة في البحر الأسود ليست مسألة إقليمية، بل ركيزة أساسية لاستقرار سلاسل الإمداد العالمية. كما كشف عن مناقشات أجراها مع بوتين بشأن جهود السلام، معلنًا استعداد تركيا لاستضافة أو دعم أي مسار تفاوضي جاد، ومبدياً ترحيبه بالمبادرات الدبلوماسية الجديدة.
وقال أردوغان إن السلام “ليس بعيدًا”، في إشارة إلى قناعته بإمكانية كبح الانزلاق العسكري إذا توفرت الإرادة السياسية، مؤكدًا أن أنقرة تسعى للعب دور الوسيط المتوازن بين طرفي النزاع.
غزة والشرق الأوسط
وبعيدًا عن أوكرانيا، وجّه أردوغان انتقادات حادة لإسرائيل، مطالبًا إياها بالالتزام الكامل بوقف إطلاق النار في غزة، والسماح بعودة الحياة الطبيعية إلى القطاع. وحذّر من أن أي إخلال بالاتفاقات القائمة قد يعيد المنطقة إلى دوامة عنف ويعمّق الكارثة الإنسانية.
تركيا وأوروبا وسوريا
وفي ملف العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، دعا أردوغان بروكسل إلى تبني رؤية أكثر استراتيجية تجاه أنقرة، معتبرًا أن تحريك ملف الانضمام سيخدم الاستقرار الإقليمي. كما شدد على أهمية تنفيذ اتفاق مارس المتعلق بسوريا، واصفًا إياه بالمفصلي لمستقبل المنطقة.
تصريحات أردوغان تعكس سياسة تركية تسير على حبل مشدود: موازنة دقيقة بين موسكو وكييف، ضغط سياسي على إسرائيل، ورسائل مفتوحة للغرب، في محاولة لتكريس دور أنقرة كقوة إقليمية تسعى للوساطة لا للاصطفاف.










