من أحمد بن علي إلى الإسماعيلية.. كيف تحوّل بيراميدز إلى فريق بوجهين في أسبوع واحد؟
بيراميدز يعيش واحدة من أكثر فتراته درامية في تاريخه القصير؛ بين سقوط قاسٍ محليًا أمام البنك الأهلي في كأس عاصمة مصر، واستعداد تاريخي لمواجهة فلامنجو البرازيلي في نصف نهائي كأس إنتركونتيننتال للأندية 2025 في الدوحة.
الفريق السماوي يقف اليوم بين صورتين متناقضتين: ممثل أفريقيا في بطولة عالمية أمام بطل أمريكا الجنوبية، وفريق مهتز داخليًا يتلقى هزيمة بسداسية في بطولة محلية جديدة.
من سداسية البنك الأهلي إلى منصة العالم
قبل أيام قليلة فقط، تلقى بيراميدز هزيمة قاسية أمام البنك الأهلي بنتيجة 6–1 في افتتاح مشواره ببطولة كأس عاصمة مصر، في مباراة أثارت جدلًا واسعًا حول جدية الفريق وتعامل مدربه مع مسألة التدوير.
السقوط المفاجئ جاء بعد سلسلة نتائج متراجعة محليًا وقاريًا، أبرزها الخسارة على ملعبه أمام باور ديناموز الزامبي في دوري أبطال أفريقيا بهدف دون رد، ما فتح النار على مشروع النادي الملقب بـ”السماوي”.
في المقابل، يحمل بيراميدز وجهًا مغايرًا تمامًا على الساحة الدولية، بعدما شق طريقه إلى نصف نهائي كأس القارات للأندية (إنتركونتيننتال) بفضل فوز كبير على أوكلاند سيتي النيوزيلندي 3–0 في القاهرة، ثم انتصار تاريخي خارج الأرض على أهلي جدة السعودي 3–1 منحه لقبًا رمزيًا بثلاث قارات.
هذه المسيرة جعلت الفريق المصري أمام فرصة لكتابة صفحة غير مسبوقة في تاريخ الكرة المصرية والعربية، إذا نجح في تجاوز فلامنجو وبلوغ النهائي لملاقاة باريس سان جيرمان بطل أوروبا.
موقعة فلامنجو: اختبار الحقيقة
تقام مباراة بيراميدز وفلامنجو اليوم على استاد أحمد بن علي في الدوحة، في تمام السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، ضمن نصف نهائي كأس إنتركونتيننتال 2025، وسط حضور جماهيري متوقع وحالة اهتمام إعلامي غير مسبوقة بمشاركة بيراميدز الأولى عالميًا.
المواجهة تُقدَّم بوصفها صدامًا بين مشروع استثماري عربي صاعد وفريق برازيلي عريق اعتاد منصات العالم، ما يضع لاعبي السماوي تحت ضغط مضاعف بين حلم التاريخ وواقع الفوارق الفنية والخبرة.
المتابعة اللحظية للمباراة كشفت عن بداية قوية لفلامنجو، الذي نجح في التقدم أولًا عبر هدف من ضربة رأس لليو بيريرا في الدقيقة 24، قبل أن يضيف البرازيلي دانيلو الهدف الثاني أيضًا برأسية في الدقيقة 52، ليضع بيراميدز في ورطة حقيقية أمام قوة بطل أمريكا الجنوبية البدنية والهوائية.
ورغم محاولات تقليص الفارق، بدا واضحًا أن فارق الجودة والتراكم في هذه المستويات يميل لصالح فلامنجو حتى لحظات متقدمة من اللقاء.
ننتائج بيراميدز الأخيرة في الدوري المصري ودوري الأبطال تطرح أسئلة حادة حول هوية الفريق: فبين خسارة أمام باور ديناموز، وتراجع نتائج في المسابقة المحلية، وهزيمة ثقيلة أمام البنك الأهلي، يجد النادي نفسه متهمًا بـ”الازدواجية” بين صورة فريق عالمي وصورة فريق محلي مهتز.
مقالات وتحليلات رياضية مصرية ترى أن إدارة بيراميدز ركزت على البريق الخارجي والصفقات الكبيرة دون تثبيت استقرار فني طويل المدى أو بناء قاعدة جماهيرية تتحمل صدمات النتائج.
في المقابل، يدافع أنصار المشروع عن أن الوصول لنصف نهائي بطولة بحجم إنتركونتيننتال في حد ذاته إنجاز غير مسبوق لفريق تأسس حديثًا، وأن الاحتكاك بقوة مثل فلامنجو وباريس سان جيرمان – سواء في نصف النهائي أو النهائي – يمثل استثمارًا رياضيًا ومعنويًا للمستقبل.
وبين هذا وذاك، يظل أداء بيراميدز أمام فلامنجو مؤشرًا صريحًا على مدى قدرة الفريق على لعب دور “نادي قارة” لا مجرد منافس محلي ممتلئ بالأسماء.
ماذا بعد فلامنجو؟
جدول مباريات بيراميدز يؤكد أن الفريق أمام أسابيع مزدحمة؛ فبعد ختام مشاركته في كأس إنتركونتيننتال، ينتظره استكمال مشواره في كأس الرابطة المصرية أمام الجونة، ثم مواجهات في كأس مصر والدوري ودوري الأبطال.
هذا الضغط قد يجبر الجهاز الفني على إعادة ترتيب الأولويات: هل يُضحَّى ببعض البطولات المحلية لصالح الحفاظ على صورة “النادي العالمي”، أم تُعاد عملية البناء من القاعدة عبر تصحيح المشكلات الدفاعية والذهنية التي كشفتها سداسية البنك الأهلي وهزائم أفريقيا؟










