الإمارات تسقط بالثلاثة.. هل خدعت ركلات الترجيح الجمهور قبل كشف الحقيقة أمام المغرب؟
انتهت مباراة المغرب والإمارات في كأس العرب 2025 بقطر بفوز مغربي كبير بثلاثية نظيفة، حسمت بطاقة العبور إلى النهائي لصالح أسود الأطلس، ورسّخت صورة منتخب منظم وفعّال أمام منتخب إماراتي شجاع لكنه عانى أمام الفوارق الفنية والتكتيكية في الشوط الثاني.
اللقاء الذي احتضنه استاد خليفة الدولي تحوّل من صراع متكافئ في بداياته إلى عرض مغربي مُحكم في نهايته بفضل حسم هجومي متأخر أنهى أحلام الأبيض في بلوغ النهائي العربي الأول في تاريخه.
النتيجة وسيناريو الأهدافحسم منتخب المغرب المواجهة بثلاثة أهداف دون رد، ليتأهل رسميًا إلى نهائي كأس العرب 2025 في قطر.
تقدّم أسود الأطلس أولًا عبر رأسية كريم البركاوي في الدقيقة 28 بعد ضغط متواصل واستغلال مثالي لكرة عرضية، قبل أن يضاعف أشرف المهديوي النتيجة في الدقيقة 83، ثم اختتم عبدالرزاق حمدالله الثلاثية في الوقت بدل الضائع.
رغم أن النتيجة النهائية تبدو عريضة، فإن الجزء الأكبر من الشوط الأول شهد محاولات متبادلة وهجمات خطيرة للإمارات، لكنها اصطدمت بتألق الحارس المغربي وبالقائم الذي حرم الأبيض من هدف تعادل كان كفيلًا بتغيير سيناريو اللقاء بالكامل.
أداء المغرب: صرامة تكتيكية وحسم متأخر
دخل المنتخب المغربي اللقاء وهو يحمل لقب المرشح الأبرز فنيًا، بفضل مسيرة قوية في دور المجموعات وتأهل صعب من ربع النهائي أمام سوريا بهدف وحيد.
اعتمد المدرب طارق السكتيوي على نظام منظم في بناء اللعب، مع تركيز على الأطراف واستغلال قدرات البركاوي في منطقة الجزاء وحمدالله في إنهاء الفرص في الدقائق الحاسمة.
الحسم الحقيقي جاء في الشوط الثاني، حين نجح المغرب في امتصاص حماس الإمارات، ثم ضرب مرتين في الربع الأخير من اللقاء، وهو ما عكس نضجًا تكتيكيًا وقدرة على إدارة الضغط الزمني والذهني في مباريات الكؤوس.
أداء الإمارات: شجاعة هجومية وحدود واقعية
منتخب الإمارات دخل نصف النهائي بمعنويات عالية بعد إقصاء الجزائر حامل اللقب بركلات الترجيح 7–6 عقب تعادل مثير 1–1 في ربع النهائي، ما منحه ثقة كبيرة قبل مواجهة المغرب.
لكن أمام أسود الأطلس، اصطدمت شجاعة اللاعبين بتنظيم دفاعي محكم، فأضاعت عدة فرص محققة، بينها تسديدات قريبة وفرص اصطدمت بالعارضة وتألق الحارس المغربي.
مع تلقي الهدف الثاني في الدقائق الأخيرة، انهارت التوازنات الذهنية للأبيض واندفع للهجوم بحثًا عن تقليص الفارق، فترك مساحات استغلها المغرب ليضيف الهدف الثالث ويحوّل الهزيمة من نتيجة قابلة للتدارك إلى خسارة ثقيلة في نصف النهائي.
أبعاد تأهل المغرب وخروج الإمارات
تأهل المغرب إلى النهائي يعزّز صورة المنتخب كقوة عربية وإقليمية قادرة على الجمع بين الأداء الجماعي والانضباط التكتيكي، ويمنحه فرصة حقيقية لرفع كأس العرب في ختام البطولة على الملاعب المونديالية القطرية.
في المقابل، ورغم قسوة الخسارة، يخرج المنتخب الإماراتي بمكاسب مهمة، أبرزها إثبات قدرته على الوصول لنصف النهائي متفوقًا على منتخبات عربية ثقيلة مثل الجزائر، ما يفتح نقاشًا حول تطوير المشروع الفني بدل الاكتفاء بصدمة الخروج.










