تستعد شركة فولكسفاجن الألمانية لإنهاء إنتاج السيارات في مصنعها الشهير “المانوفاكتور الزجاجية” (Gläserne Manufaktur) في مدينة دريسدن بنهاية ديسمبر 2025، حيث من المتوقع خروج آخر سيارة كهربائية من طراز ID.3 من خط الإنتاج قريباً، تحديداً في منتصف الشهر أو نهايته.
ويُعد هذا التوقف الأول في تاريخ فولكسفاجن البالغ 88 عامًا لإنتاج سيارات في موقع ألماني، لكنه لا يعني إغلاق المصنع بالكامل. فاعتباراً من 2026، سيُعاد توجيه المصنع ليصبح مركز ابتكار وتكنولوجيا بالتعاون مع جامعة دريسدن التقنية (TU Dresden)، يركز على مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، الإلكترونيات الدقيقة، والاقتصاد الدائري. وسيبقى جزء من المصنع مركزاً لتسليم السيارات وتجربة العملاء، مع ضمان استمرار وظائف العاملين البالغ عددهم نحو 250-300 موظف حتى عام 2030، وتقديم حوافز مالية تصل إلى 30 ألف يورو للموظفين الذين ينتقلون للعمل في مواقع أخرى مثل فولفسبورج.
وأرجعت فولكسفاجن قرارها إلى ضعف الطلب في أوروبا والصين، وارتفاع التكاليف، والمنافسة الشديدة من السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة، ضمن خطة إعادة هيكلة واسعة تشمل تقليص 35 ألف وظيفة في ألمانيا بحلول عام 2030.
مصر أبرز المستفيدين في أفريقيا
في المقابل، هناك جانب إيجابي لمصر، حيث تدرس فولكسفاجن بجدية جعلها مركزاً إنتاجياً رئيسياً لأفريقيا، ضمن استراتيجيتها للتوسع في الأسواق الناشئة مع تقليص الإنتاج في أوروبا. ففي يونيو 2025، أعلنت الشركة عن اهتمام كبير بإنشاء وحدة تجميع أولية في مصر، مع إمكانية بناء مصنع كامل لاحقاً في منطقة شرق بورسعيد الصناعية.
وفي ديسمبر 2025، عقد نائب رئيس الوزراء المصري للتنمية الصناعية كامل الوزير اجتماعاً افتراضياً مع الرئيس التنفيذي لفولكسفاجن توماس شيفر، لمناقشة خطة متعددة المراحل تبدأ بالتصنيع التعاقدي في مصنع السيارات المصري الألماني (EGA)، ثم توطين إنتاج المكونات، وإنشاء مركز بحث وتطوير، بهدف تصدير السيارات إلى أفريقيا والمنطقة، والاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي وحوافز برنامج تنمية صناعة السيارات المصري (AIDP).
وتأتي هذه الخطوة في إطار إعادة هيكلة فولكسفاجن العالمية، حيث تقلص الإنتاج في ألمانيا وتبحث عن تكاليف أقل وأسواق واعدة في إفريقيا، مع وضع مصر على رأس المرشحين لإطلاق استثمارات كبيرة، وقد يُعلن عن الصفقة رسميًا قريبًا.










