أعلن فرحات مهني، زعيم حركة تقرير مصير القبائل (MAK) ورئيس “الحكومة القبائلية في المنفى” (أنافاد)، رسمياً من العاصمة الفرنسية باريس عن قيام “الجمهورية الفدرالية للقبائل” واستقلال منطقة القبائل عن الجزائر، في خطوة وصفتها قيادة الحركة بأنها محطة تاريخية للشعب القبائلي بعد سنوات من المطالبة بحق تقرير المصير.
نقل المؤتمر إلى باريس بسبب قيود أمنية
كان من المقرر أن يُعقد المؤتمر في قصر المؤتمرات بفرساي، لكن السلطات الفرنسية منعت انعقاده لأسباب أمنية، يُرجح أنها جاءت تحت ضغط جزائري لتجنب توتر دبلوماسي.
من باريس: حركة ماك تعلن استقلال القبائل عن الجزائر وتدعو إسرائيل للمشاركة في الحفل التاريخي “صورة”
وتم نقل الحدث إلى مكان خاص فاخر قرب قوس النصر، بحضور مئات النشطاء القبائليين في الشتات، بالإضافة إلى وفود أجنبية من كندا وبريطانيا وإسرائيل، وشخصيات سياسية وإعلامية.
مراسم الإعلان والرمزية التاريخية
خلال المراسم، قرأ فرحات مهني “وثيقة الإعلان عن الاستقلال”، وألقى خطاباً، وغُني النشيد القبائلي، بمشاركة ممثلين عن “البرلمان القبائلي”.
اختير موعد الإعلان رمزياً ليصادف ذكرى قرار الأمم المتحدة رقم 1514 الصادر عام 1960 والمتعلق بتقرير مصير الشعوب المستعمرة، ما يعكس سعي الحركة إلى ربط قضيتها بالأطر القانونية الدولية المتعلقة بالاستعمار وحقوق الشعوب.
تقسيم الجزائر، حركة استقلال القبائل تطالب طرح تقرير المصير على مجلس الأمن
البعد القانوني والسياسي للإعلان
يرى محللون أن إعلان “الاستقلال”، وإن كان يفتقر لأي سند قانوني دولي، يندرج ضمن تكتيك سياسي معروف للحركات الانفصالية: صناعة حدث رمزي لإعادة تسليط الضوء على القضية وتدويل النقاش حولها.
القانون الدولي، رغم تشدده في حماية وحدة الدول، يظل قابلاً للتأويل حين تُربط المطالب بالانتهاكات الثقافية أو بحقوق الأقليات.
موقف الجزائر والتحديات الأمنية
تنظر الجزائر إلى حركة MAK بوصفها تهديداً للوحدة الوطنية، وقد صنفتها كتنظيم إرهابي منذ 2021، ما يجعل أي إعلان انفصالي مبرراً لتشديد الإجراءات الأمنية والقانونية.
من نيوريورك.. مهني يعلن “دولة القبائل” والانفصال عن الجزائر “فيديو”
من شأن هذا التعاطي أن يفاقم الاحتقان ويدفع الحركة إلى مزيد من التصعيد الإعلامي والدبلوماسي في الخارج، مستندة إلى شبكات الشتات القبائلي في أوروبا وأمريكا الشمالية.
التحديات الداخلية للحركة
المجتمع القبائلي نفسه ليس كتلة واحدة؛ فهناك تيارات تفضل النضال من أجل الحقوق الثقافية واللغوية ضمن إطار الدولة الجزائرية، وترى في خيار الانفصال مغامرة قد تجر المنطقة إلى عزلة اقتصادية وأمنية أو صراعات داخلية تستنزف النسيج الاجتماعي.
من باريس: حركة ماك تعلن استقلال القبائل عن الجزائر وتدعو إسرائيل للمشاركة في الحفل التاريخي “صورة”
السياق الإقليمي والدولي
يأتي هذا التطور في وقت تتقاطع فيه النزعات الانفصالية مع صراعات النفوذ، حيث تُستثمر قضايا الهويات أحيانًا كورقة ضغط بين الدول. هذا يجعل السلطات الجزائرية شديدة الحساسية تجاه أي تحرك قد يُقرأ باعتباره اختراقًا خارجيًا أو محاولة لإضعاف الدولة.
الرهانات المستقبلية للحركة
الرهان الحقيقي للحركة لا يكمن في الإعلان نفسه، بل في قدرتها على الاستمرار وبناء خطاب متماسك وكسب تعاطف دولي تدريجي.
التجارب المقارنة من كاتالونيا إلى كردستان العراق تُظهر أن الاستقلال لا يُولد ببيان، بل بمسار طويل من التراكم السياسي، والقدرة على فرض الأمر الواقع أو جعل كلفة تجاهل المطالب أعلى من مناقشتها.
التغطية الإعلامية وردود الفعل
واجهت الحركة محاولات لمنع انعقاد المؤتمر من السلطات الجزائرية، ما استلزم تغيير مكان المراسم، حيث تم الإعلان رسمياً عن استقلال منطقة القبائل وتسليم وثيقة الاستقلال التي تحدد أسس الجمهورية الجديدة.
الجزائر: وفاة الطاهر آيت احد قضاة ثورة التحرير
التغطية الإعلامية واسعة، خاصة في وسائل الإعلام المغاربية والفرنسية، مع تباين المواقف بين دعم من الأوساط الأمازيغية ورفض رسمي من الجزائر، فيما يعتبر الإعلان خطوة رمزية ضمن مسار طويل للمطالبة بالحقوق الثقافية والسياسية للقبائل.
خلفية عن فرحات مهني والحركة
يعرف فرحات مهني بكونه أبرز المدافعين عن استقلال منطقة القبائل، وأسّس الحكومة القبائلية المؤقتة في المنفى بعد سنوات من العيش في الخارج، سعياً لإيجاد دعم دولي لقضية الاستقلال.
في أبريل 2024 أعلن مهني قيام “دولة القبائل” خلال تجمع قرب مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في حين شهدت مدينتا تيزي وزو وبجاية توتراً أمنياً مكثفاً قبيل الإعلان.
التوقعات المستقبلية
يتوقع أن يُلقي الإعلان بظلاله على العلاقات الدبلوماسية بين باريس والجزائر، ويظل محل متابعة من قبل المنظمات الحقوقية والسياسية المهتمة بمسائل تقرير المصير واستقرار المنطقة المغاربية.










