أعلن لوران فوكييه، رئيس مجموعة “اليمين الجمهوري” بالبرلمان الفرنسي، عزمه تقديم مبادرات تشريعية لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية على المستوى الأوروبي. ومن المرتقب أن يتم عرض مشروع القرار خلال “الحيز البرلماني” المخصص للحزب في 22 يناير/كانون الثاني المقبل، وفقًا لشبكة “سي.نيوز” الإخبارية الفرنسية.
ويهدف المشروع إلى إدراج جماعة الإخوان على اللائحة الأوروبية للمنظمات الإرهابية، وهو ما اعتبره النائب عن حزب الجمهوريين، إريك بوغييه، خطوة ضرورية لمواجهة “الشكل غير المباشر من العنف تجاه الدولة الذي يمثله التنظيم”، مؤكدًا أن الإخوان يساهمون في تشكيل البنية الذهنية والاجتماعية للمجتمعات، رغم عدم إعلانهم مسؤوليتهم عن أعمال إرهابية بشكل مباشر.
دوافع المبادرة وأبعادها القانونية
في هذا السياق، قال الخبير الفرنسي في شؤون الإرهاب الدولي، جانشارل بريزار، إن تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية يمكن أن يوفر “إطارًا قانونيًا للتعامل مع الأنشطة التي تهدد القيم الأساسية للجمهورية الفرنسية مثل العلمانية والمساواة”. وأضاف أن التغلغل الإخواني في أوروبا يمثل “شبكة هجينة يمكن أن تُستخدم لاحقًا لتجنيد أو نشر أفكار متطرفة بطرق غير مباشرة”.
وأشار بريزار إلى أن الفصل بين الإسلام السياسي والأمن القومي ليس صارمًا بالقدر الكافي، مؤكدًا أن الأيديولوجيات القوية التي تهدف لتغيير البنى الاجتماعية والسياسية يمكن أن تتحول إلى دعم ممارسات عنيفة، خاصة في أوقات الأزمات السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية.
توسع الإجراءات إلى مستوى الاتحاد الأوروبي
وأكد المستشار الأمني الفرنسي أن التعامل مع الإخوان لا يجب أن يقتصر على فرنسا، بل ينبغي توسيعه إلى مستوى الاتحاد الأوروبي لوضع معايير مشتركة للتعامل مع التنظيمات التي تعمل عبر الحدود القانونية والديمقراطية. وأضاف أن تصنيف الجماعة ضمن التنظيمات الخطرة “يحد من قدرتها على استخدام الأطر المدنية للوصول إلى النفوذ الاجتماعي أو السياسي”.
وتشير التقارير الأمنية الفرنسية إلى أن نفوذ الإسلام السياسي، بما في ذلك الجماعات المرتبطة بالإخوان، يشكل تهديدًا للصالح العام، فيما وصف الباحثون الجماعة بأنها “تمتلك شبكات مؤسسية وأيديولوجية واسعة في أوروبا يمكن أن تهدد تماسك المجتمع والقيم العلمانية على المدى الطويل”.
سياق دولي ومقاربات أخرى
وتخضع جماعة الإخوان لمراقبة متزايدة في أوروبا، مع كونها محظورة حاليًا في النمسا فقط منذ يوليو 2021. وعلى الضفة الأخرى من الأطلسي، صنفت ولايتي تكساس وفلوريدا الجماعة كـ”منظمة إرهابية”، فيما وقع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في نوفمبر 2025 مرسومًا يسعى إلى تصنيف فروع الإخوان في بعض الدول كمنظمات إرهابية أجنبية.
المقترحات المرافقة: الهجرة والأمن الاجتماعي
لم تغب قضايا الهجرة والنظام العام عن برنامج الجمهوريين، إذ يقترح الحزب منع بقاء المهاجرين غير النظاميين أكثر من شهر في مراكز الإيواء الطارئ، وتعليق المساعدات الاجتماعية عن الأشخاص الذين يرتكبون أعمال عنف أو تخريب خلال التظاهرات. كما تضمنت المبادرة سياسات لضبط الإنفاق وتعزيز الأمن في الفضاء العام، في سياق تصاعد الجدل حول الهوية، الهجرة، والإسلام السياسي في فرنسا.










