إعلام عبري يكشف عن اتصالات سرية بين المجلس الانتقالي الجنوبي وإسرائيل لدعم مشروع انفصال جنوب اليمن، وسط صراع إقليمي متصاعد وتحركات دولية تتعلق بأمن الملاحة في باب المندب وخليج عدن
تل أبيب : ١٧ ديسمبر ٢٠٢٥
كشفت وسائل إعلام عبرية عن اتصالات غير معلنة جرت بين ممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن ومسؤولين إسرائيليين، في إطار تحركات سياسية تهدف إلى كسب دعم إقليمي ودولي لمشروع انفصال جنوب اليمن، وسط تحولات إقليمية متسارعة وتزايد الاهتمام الدولي بأمن الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وبحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية «كان»، فإن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة من دولة الإمارات، وسّعت من نفوذها الميداني في جنوب اليمن على حساب القوات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمدعومة من السعودية، وهو ما عزز الخطاب الانفصالي وفتح الباب أمام تحركات خارجية بحثًا عن اعتراف ودعم سياسي.
وأشار التقرير العبري إلى أن هذه الاتصالات تستند إلى ما وصفه بـ«مصالح مشتركة» بين الطرفين، تشمل تأمين طرق الملاحة الدولية في خليج عدن ومضيق باب المندب، ومواجهة تهريب السلاح الإيراني إلى جماعة الحوثي، إضافة إلى التصدي للتنظيمات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، وفق الرواية الإسرائيلية.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر دبلوماسي في ما سُمِّي «الإدارة الجنوبية» قوله إن دعم إسرائيل لإقامة دولة جنوب اليمن، وعاصمتها عدن، من شأنه تعزيز القدرات العسكرية والأمنية والاقتصادية للكيان المنشود، مشيرًا إلى وجود «أعداء مشتركين» بين الجانبين.
وفي السياق ذاته، أفادت التقارير بأن ممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي أجروا هذه الاتصالات ضمن مساعٍ أوسع للحصول على دعم دولي، بما في ذلك محاولة كسب تأييد الولايات المتحدة، ودوائر قريبة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
كما ذكرت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية أن قياديين في المجلس الانتقالي الجنوبي تواصلوا مع مسؤولين إسرائيليين في إطار مساعٍ للاعتراف بإسرائيل مقابل دعم مشروع انفصال جنوب اليمن عن الدولة اليمنية الموحدة.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه اليمن تعقيدات سياسية وأمنية متزايدة، مع تعثر جهود التسوية الشاملة واستمرار الصراع بين الأطراف المختلفة، ما يثير تساؤلات حول تداعيات أي انفتاح إسرائيلي على قوى انفصالية يمنية، وتأثير ذلك على مستقبل وحدة اليمن وأمن المنطقة.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من المجلس الانتقالي الجنوبي أو الحكومة اليمنية بشأن ما أوردته وسائل الإعلام العبرية والبريطانية، في حين تواصل هذه التقارير إثارة جدل واسع حول أبعاد التحركات الجديدة في جنوب اليمن وتوقيتها الإقليمي.











