في خطوة تعكس إصرار قوات الدعم السريع على تثبيت أقدامها في المنشآت الحيوية، ظهر عبد الرحيم حمدان دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، اليوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025، في جولة تفقدية داخل حقل هجليج النفطي بولاية غرب كردفان، وهو أكبر حقول النفط في البلاد.
تفاصيل الزيارة والرسائل السياسية
رافق عبد الرحيم دقلو في جولته رئيس الإدارة المدنية التابعة للدعم السريع بالولاية، يوسف عليان، حيث أظهرت مقاطع فيديو بثتها القوات تجولهم داخل المنشآت الفنية للحقل.
وجه دقلو من قلب “هجليج” رسالة مباشرة إلى قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائلاً”الجيش فقد منطقة مهمة، وجميع البترول في شرق دارفور وغرب كردفان أصبح الآن في يد الدعم السريع، وهذا سيوضع عبئاً مضاعفاً على السودان”.
كما اتهم دقلو قيادة الجيش بإطالة أمد الحرب وتعطيل الحلول السلمية.
الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لحقل هجليج
تأتي هذه الزيارة بعد سيطرة الدعم السريع على الحقل في 8 ديسمبر الجاري عقب انسحاب الجيش السوداني. ويمثل الحقل رئة اقتصادية للسودان وجنوب السودان:
ويضم 75 بئراً ومحطة معالجة بطاقة تصل إلى 130 ألف برميل يومياً، ويعد مركزاً رئيسياً لمعالجة ونقل نفط دولة جنوب السودان إلى موانئ التصدير في بورتسودان، ويدر على السودان قرابة 30 مليون دولار شهرياً كرسوم عبور ومعالجة لنفط الجنوب.
اتفاق ثلاثي لاستئناف الإنتاج
رغم سيطرة الدعم السريع الميدانية، شهد اليوم الأربعاء (تزامن مع الزيارة) إعلان الخرطوم وجوبا عن اتفاق لاستئناف الإنتاج في حقول “هجليج” و”بمبو”.
ويستند هذا الاستئناف إلى اتفاق ثلاثي تم التوصل إليه مؤخراً بين (البرهان، وحميدتي، وسلفا كير) يقضي بـ تولي جيش جنوب السودان المسؤولية الأمنية الأولى لحماية المنشآت النفطية.
وتحييد الحقول عن الصراع المسلح المباشر لضمان تدفق النفط، وانسحاب جزئي لقوات الدعم السريع من المنشآت الفنية مع بقاء سيطرتها الإدارية والمنطقية على المنطقة المحيطة.
سياق السيطرة على النفط
تعد سيطرة الدعم السريع على “هجليج” استكمالاً لاستراتيجيتها في وضع اليد على موارد الطاقة، حيث سبق وسيطرت في أكتوبر 2023 على حقل “بليلة”، مما يضع كامل الموارد النفطية في مناطق غرب كردفان وشرق دارفور تحت قبضتها، وسط مخاوف من تكرار تذبذب الإنتاج الذي شهده حقل بليلة سابقاً.










