كل يوم يمر على هذة الحرب العبثية يكشف سوءاتها وسوأة من أشعلوها وحرصوا على إستمرارها، تكشف أيضاً سوأة الجيش السوداني وهوانة على شعبه وضعفة في حماية مواطنية بل الأسوأ من ذلك تكشف هذة الحرب كيف تتلاعب الحركة الإسلامية بالجيش الذي يعتبر “خشخيشة” في أيدي الحركة الإسلامية وليس له أي قرار يخالف قرارها ولا يستطيع اتخاذ اي موقف لحماية مواطنيه.
بعدما طرح مسعد بوليس خارطة طريق حل الأزمة العسكرية والسياسية في السودان المقترحة من دول الرباعية خرج إلينا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بمجموعة من الشروط حتى يقبل أن يجلس في طاولة حوار مع الدعم السريع ، معلناً في نفس ذات الخطاب إستمرار العمليات العسكرية حتى يقضي تماماً على التمرد ودعا شباب السودان للإنخراط في صفوف الجيش مقاتلين معه حتى تحقيق النصر الكامل على الدعم السريع.
ولكن وبعد أقل من ثلاثة أسابيع يجلس نفس ذات الرجل الى طاولة تفاوض مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير ب “حميدتي” بعد أن إستولى الأخير على منطقة هجليج التي يوجد بها حقل بترول يعتمد عليه إقتصاد دولة جنوب السودان بنسبة تفوق ال ٩٠% من إردات حكومة جنوب السودان .
جلس الطرفان بمعية رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت وتوصلوا لإتفاق ليس وقف لإطلاق نار فقط بل تعين قوات حفظ سلام من جنوب السودان لحماية المنطقة.
فيما يبدو أن القائد العام للقوات المسلحة تخلى عن جميع شروطه ليتفاوض مع الدعم السريع بخصوص هجليج التي تخص إيرادات دولة جنوب السودان بصورة مباشرة ولكن ما أن يكون موضوع هذا التفاوض هو حياة الشعب السوداني أو وضعهم الإنساني تجد الرجل يصرخ بصوت عالي لا وألف لا لن أجلس الى متمرد حتى يضع سلاحه .
وليس البرهان فقط من غض الطرف عن شروطه للجلوس للتفاوض كذلك كل من دعم إستمرار هذة الحرب ورفض الرباعية بحجج شاكلة أن الرباعية تريد شرعنة الدعم السريع والمساواه بينه وبين الجيش ، والرباعية تريد تقسيم السودان و الرباعية تدعوا لجلب قوات أممية في السودان لحفظ السلام والتعريض بسيادة الدولة.
أصبح من الجلي والواضح ان كل هذا الخطاب غير حقيقي وليس المراد به إنسان السودان ولا سيادة الدولة ولا وضعية الدعم السريع داخل الدولة وانما هو خطاب لتأجيج الحرب وزيادة إستعارها.
وليس هناك تحفظات حقيقة من معسكر الحرب تجاه الرباعية لأن الدعم السريع لم يتخلى عن سلاحه عندما تفاوض عن هجليج، وإتفاف هجليج شئنا أم أبينا ساوى بين الجيش والدعم السريع كما فعل برهان سابقاً بمرسوم دستوري بعد فض إعتصام القيادة العامة. كذلك الإتفاق أتى بقوات من جنوب السودان (قوات أجنبية) لحفظ السلام في هجليج .
الفريق البرهان ومن بعده الجيش السوداني ومن خلفهم كل من دعا وعمل على إستمرار الحرب ورفض مبدأ التفاوض وخارطة طريق الرباعية بحجج واهيه ليس لها أرجل أو مواقف حقيقية ماهم إلا مجرمين في حق الشعب السوداني.
فالمجرم ليس من يسفك الدماء فقط ولكن من يحرض علي و يطالب بإستمرار سفكها من خلال المطالبات بإستمرار هذة الحرب العبثية التي لا تفعل شيئاً غير إنتهاك السودانين بأبشع الطرق وأكثرها دموية ووحشية.
إتفاق هجليج يخبرنا صراحة أن القائد العام الفريق عبد الفتاح البرهان مستعد للجلوس والتفاوض مع الدعم السريع وليس هناك ما يمنعه من التفاوض حول وقف إطلاق النار و الأوضاع الإنسانية ولا توجد عقبة غير أن الحركة الإسلامية تأبى هذا التفاوض كما تأبى أن تنقذ الشعب السوداني من وحشية هذا الصراع الدامي .
وأن الجيش يقف خلف الحركة الإسلامية بكل قياداته وجنوده وينفذ ما تريده دون الأخذ في الإعتبار مايمر به المواطن السوداني أو ما تمر به البلاد










