أديس أبابا | أثار فيديو ترويجي نشره مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، يوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025، موجة عارمة من الانتقادات والاحتجاجات عبر منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما من الجانب الصومالي، بسبب تضمنه خريطة “منمقة” لمنطقة القرن الأفريقي تلاعبت بالحدود السيادية للدول المجاورة.
خلفية الواقعة: فيديو “الحضارتين”
الفيديو، الذي جاء بعنوان “حضارتان عريقتان، رؤية استراتيجية واحدة”، أنتج للاحتفاء بالزيارة الرسمية لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى أديس أبابا. وخلال فقرة تمهيدية عن الروابط التاريخية، ظهرت خريطة تصور إثيوبيا بشكل مكبر يمتد شرقا ليشمل أجزاء واسعة من الأراضي الصومالية المعترف بها دوليا، فيما بدا وكأنه “ابتلاع” للساحل.
دلالات جغرافية وسياسية مقلقة
رصد المراقبون والمحللون عدة نقاط مثيرة للجدل في الخريطة المنشورة:
تغييب السيادة: ظهر اسم “الصومال” بحجم مصغر جدا، بينما تم دمج مساحات كبيرة من أراضيه ضمن النطاق المظلل لإثيوبيا.
اختفاء إريتريا وجيبوتي: لم تظهر إريتريا كدولة مستقلة، بينما غابت جيبوتي تماما عن التمثيل الواضح، باستثناء إشارة صغيرة بالقرب من مضيق باب المندب.
ربط التوقيت بالمطامع: ربط النشطاء الصوماليون هذا “الخطأ الفني” بتصريحات إثيوبيا المتكررة حول حاجتها لمنفذ على البحر الأحمر، ومذكرة التفاهم المثيرة للجدل مع “أرض الصومال” في عام 2024.
ردود الفعل: غضب شعبي وصمت رسمي
حتى صباح اليوم 18 ديسمبر، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الإثيوبية حول الانتقادات الموجهة للخريطة، في حين اشتعل النقاش على منصة (X)، حيث اعتبر المغردون الصوماليون أن هذا التصوير ليس مجرد “خيار فني”، بل هو استفزاز سياسي يعكس عقلية التوسع الإثيوبي.
“إن تكرار هذه ‘الأخطاء الجغرافية’ في المحافل الرسمية الإثيوبية – كما حدث في 2019 و2025 – لا يمكن اعتباره صدفة، بل هو جس نبض لسيادة دول الجوار.” — مقتبس من آراء مراقبين على منصة X.
تجاهل إعلامي دولي
بينما يغلي الشارع الرقمي في القرن الأفريقي، ركزت وسائل الإعلام الدولية الكبرى على النتائج الدبلوماسية لزيارة مودي، ورفع مستوى العلاقات بين الهند وإثيوبيا إلى “شراكة استراتيجية”، متجاهلة الحادثة التي وصفها صوماليون بأنها “اعتداء معنوي على حدودهم الوطنية”.
يأتي هذا التوتر الجيوسياسي في وقت تشهد فيه المنطقة اضطرابات حادة، مما يجعل من عدم دقة الخرائط الرسمية “زيتا يصب على نار” الخلافات الحدودية والتاريخية بين الجارين اللدودين.










