القاهرة تحدد خطوطاً حمراء للأحداث في السودان خلال زيارة عبد الفتاح البرهان، مؤكدة على وحدة السودان وسلامة أراضيه، ودعم الهدنة الإنسانية، وسط تصاعد الاشتباكات ونزوح المدنيين.
القاهرة – أعلنت الرئاسة المصرية، اليوم الخميس، مجموعة من “الخطوط الحمراء” المتعلقة بالأحداث الجارية في السودان، مؤكدة أن أي تجاوز لهذه الخطوط يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري. جاء ذلك خلال زيارة رسمية لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى العاصمة المصرية القاهرة.
وفي بيان رسمي، أعربت الرئاسة عن قلقها الشديد إزاء استمرار حالة التصعيد في السودان، وما خلفته من أعمال عنف وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، لا سيما في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وأكدت مصر أن الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه ومنع أي انفصال أو إنشاء كيانات موازية يمثل جزءاً أساسياً من هذه الخطوط الحمراء.
وشدد البيان على أهمية حماية مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بها، مؤكدين أن هذا الالتزام يشكل أحد الخطوط الحمراء الرئيسية لمصر. كما جددت القاهرة تأكيدها على حقها في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة، بما يتوافق مع القانون الدولي واتفاقيات الدفاع المشترك بين مصر والسودان، لضمان عدم تجاوز هذه الخطوط.
وأكدت الرئاسة المصرية أيضاً دعمها الكامل لمبادرة الرباعية الدولية (مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة) الهادفة إلى التوصل إلى هدنة إنسانية في السودان، تشمل إنشاء ملاذات وممرات آمنة لحماية المدنيين. ويأتي ذلك في ظل الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن نزوح عشرات الآلاف وسقوط عشرات آلاف الضحايا منذ بداية الصراع في أبريل 2023.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم ولايات دارفور الخمس، فيما يسيطر الجيش السوداني على أغلب ولايات البلاد الأخرى بما فيها العاصمة الخرطوم. كما تتواصل الاشتباكات العنيفة في ولايات كردفان الثلاث، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد.
واختتم البيان بتأكيد مصر على ضرورة استمرار العمل ضمن إطار الرباعية الدولية من أجل الوصول إلى وقف إطلاق نار دائم وتوفير حماية إنسانية للمدنيين السودانيين، مع الحفاظ على وحدة وسلامة السودان ومؤسساته.










