ضاحي خلفان يشعل نقاشًا سياسيًا حادًا حول مستقبل جنوب اليمن وحق تقرير المصير
أثار نائب رئيس الشرطة في إمارة دبي، ضاحي خلفان، موجة واسعة من الجدل السياسي والإعلامي، بعد تصريحات اعتبرها كثيرون تدخلًا مباشرًا في واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا وحساسية في المشهد اليمني، وهي قضية مستقبل جنوب اليمن والوحدة مع الشمال.
خلفان، عبر منشور مطوّل على منصة «إكس»، فتح بابًا ملتهبًا للنقاش حين دافع عن حق الجنوبيين – وفق تعبيره – في تقرير مصيرهم بعيدًا عن أي وصاية خارجية، معتبرًا أن الوحدة اليمنية لم تقم على أساس استفتاء شعبي في الجنوب، بل “فُرضت بقوة السلاح”، على حد قوله.
تشكيك صريح في شرعية الوحدة
في طرحه، وجّه خلفان انتقادًا مباشرًا لمن يعارضون فكرة عودة الجنوب إلى وضعه السابق قبل الوحدة، متسائلًا عن مشروعية مصادرة الآراء، خاصة عندما تصدر من أطراف “غير يمنية”، بينما يُمنع الجنوبي – بحسب رأيه – من التعبير عن موقفه من وحدة لم تُبنَ على توافق أو شرعية شعبية.
وذهب أبعد من ذلك حين أشار إلى أن استمرار الأزمات والحروب والانقسامات، وما وصفه بـ“الأعاصير التي ضربت الوحدة”، يفتح الباب لإعادة التفكير في شكل الدولة، وليس فقط في بقائها موحّدة.
الحوثي والشمال… سيناريو طويل الأمد
أحد أكثر الأجزاء إثارة للجدل في تصريحات خلفان كان توقعه بأن يظل الحوثيون مسيطرين على شمال اليمن لسنوات طويلة قادمة، معتبرًا أن هذا الواقع يفرض على الجنوبيين إعادة تقييم خياراتهم السياسية والاستراتيجية، بدل البقاء أسرى مشروع وحدة “أثبت فشله”، وفق تعبيره.
تفاعل واسع وانقسام حاد
التصريحات لم تمر مرور الكرام، إذ انقسمت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد يرى في حديث خلفان دفاعًا عن “حق تاريخي” للجنوبيين، ومعارض اعتبره تدخلًا غير مقبول في الشأن اليمني ومحاولة لتكريس الانقسام.
عدد من النشطاء الجنوبيين عبّروا عن تأييدهم الصريح لفكرة تقرير المصير، مؤكدين أن الشارع الجنوبي “حسم خياره” وأن التظاهرات اليومية تعكس إرادة شعبية لا يمكن تجاهلها. في المقابل، حذّر آخرون من أن فتح ملف الانفصال بهذه الطريقة قد يقود إلى مزيد من التفكك، وربما صراعات جديدة داخل الجنوب نفسه، خاصة مع تصاعد دعوات مماثلة في مناطق مثل حضرموت.
جدل يتجاوز شخص خلفان
اللافت أن الجدل لم يعد مرتبطًا بشخص ضاحي خلفان بقدر ما أعاد تسليط الضوء على سؤال مؤجل منذ سنوات:
هل ما زالت الوحدة اليمنية قابلة للحياة في ظل واقع سياسي وعسكري ممزق؟ أم أن حق تقرير المصير بات خيارًا يفرض نفسه بقوة الأمر الواقع؟
في كل الأحوال، أعادت تصريحات خلفان فتح ملف شائك ظل حاضرًا في الهامش، لكنه اليوم يعود إلى الواجهة بقوة، وسط صمت رسمي، وضجيج شعبي، ومستقبل لا يزال مفتوحًا على كل الاحتمالات.










