كشفت الأمم المتحدة، في تقرير حقوقي صادم، عن مقتل أكثر من ألف شخص جراء هجوم دموّي شنّته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للاجئين في شهر أبريل الماضي، واصفةً الحادثة بأنها واحدة من أسوأ المجازر التي استهدفت المدنيين في السنوات الأخيرة.
كارثة إنسانية ودمار شامل
وأوضح التقرير الأممي أن الهجوم لم يتوقف عند القتل الجماعي، بل خلّف إصابات بليغة وواسعة بين الناجين، وصاحبه تدمير ممنهج للمرافق الأساسية داخل المخيم.
وأكدت المنظمة أن هذا الدمار تسبب في شلل تام للخدمات الإنسانية، مما فاقم معاناة الآلاف الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى أو رعاية طبية وسط أنقاض المخيم.
تحذيرات من “هشاشة الحماية”
واعتبرت الأمم المتحدة أن هذه المجزرة تُسلط الضوء بشكل صارخ على “هشاشة الحماية” المقدمة للمدنيين والنازحين في مناطق النزاعات المسلحة.
وحذرت المنظمة من تدهور كارثي للأوضاع الإنسانية ما لم يتم اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لوقف دوامة العنف وتوفير ضمانات أمنية حقيقية للنازحين الفارين من نيران الحرب.
تحديات الإغاثة والمحاسبة الدولية
في غضون ذلك، تعمل فرق الإغاثة الدولية في ظروف بالغة الخطورة والتعقيد لتقديم الغذاء والدواء للناجين، وسط تحديات لوجستية وأمنية كبيرة نتيجة حجم الدمار.
وعلى الصعيد السياسي والحقوقي، تزايدت المطالب الدولية بضرورة فتح تحقيق دولي مستقل وفوري في ملابسات الهجوم، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات التي قد ترقى إلى جرائم حرب، وتعزيز آليات الحماية الدولية لمنع تكرار مثل هذه الكوارث في مخيمات اللجوء.
تأتي هذه الحادثة لتعكس الوجه المأساوي للصراع المسلح المستعر، وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه حماية الفئات الأكثر ضعفاً في العالم.










