وافقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بيع أسلحة لـ تايوان بقيمة تقدر بنحو 11.154 مليار دولار، في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة من جانب الصين، التي اعتبرت الصفقة انتهاكا خطيرا لمبدأ “الصين الواحدة” وتهديدا للاستقرار في مضيق تايوان.
وأعلنت وزارة الخارجية التايوانية، اليوم 18 ديسمبر 2025، أن الحكومة الأمريكية أخطرت الكونغرس رسميا بنيتها المضي قدما في صفقة بيع الأسلحة، مؤكدة أن تايوان تلقت الإخطار من واشنطن.
تفاصيل صفقة الأسلحة
تشمل حزمة الأسلحة التي وافقت الولايات المتحدة على بيعها لـ تايوان منظومات متطورة، من بينها نظام صواريخ المدفعية عالية الحركة HIMARS المستخدم في الحرب الأوكرانية
ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز M107A7، وطائرات مسيرة هجومية وانتحارية من نوعي Altius-700M وAltius-600، وصواريخ جافلين وتاو المضادة للدبابات
كما تتضمن الصفقة برامج شبكة المهام التكتيكية، وقطع غيار وخدمات صيانة لطائرات الهليكوبتر AH-1W، إضافة إلى دعم الصيانة اللاحقة لصواريخ هاربون المضادة للسفن.
ثاني صفقة في الولاية الثانية لإدارة ترامب
تأتي هذه الصفقة بعد أسابيع من موافقة الولايات المتحدة، في 13 نوفمبر، على بيع قطع غيار لطائرات مقاتلة وطائرات نقل عسكرية لتايوان بقيمة 330 مليون دولار، في أول صفقة أسلحة منذ تولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولايته الثانية.
وتعد الصفقة الجديدة الثانية من حيث الإعلان خلال الولاية الثانية للإدارة الأمريكية، كما تعتبر من حيث القيمة واحدة من أضخم صفقات بيع الأسلحة لتايوان، متجاوزة صفقة بيع طائرات إف-16 عام 2019، التي بلغت قيمتها آنذاك 8 مليارات دولار.
تايبيه: التزام أمريكي راسخ بأمن تايوان
أكدت وزارة الخارجية التايوانية أن الصفقة “تثبت مجددا التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن تايوان” وفقا لقانون العلاقات مع تايوان و”الضمانات الست”، مشيرة إلى أن واشنطن تواصل سياسة تزويد تايوان بالأسلحة اللازمة للحفاظ على قدرات دفاعية كافية وبناء قوة ردع فعالة.
وقال وزير الخارجية التايواني لين تشيا لونغ إن بلاده “تقدر بصدق الدعم الأمريكي طويل الأمد للأمن الإقليمي وقدرات تايوان الدفاعية الذاتية”، مرحبا بما وصفه بـ“الإجراءات الملموسة” لتنفيذ استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة التي تعطي أولوية للموقع الاستراتيجي لتايوان وردع أي صراع في مضيق تايوان.
وأضافت الخارجية التايوانية أن تايوان ستواصل تعزيز دفاعها الوطني في مواجهة ما وصفته بـ“الأنشطة العسكرية الصينية المتكررة، والاستفزازات في المنطقة الرمادية، وأعمال العدوان والاضطراب”، مؤكدة التزامها بالدفاع عن النفس وحماية السلام والحرية، وتعميق التعاون مع الولايات المتحدة وشركاء الأمن الآخرين.
رد صيني غاضب وتحذيرات شديدة اللهجة
قوبلت الصفقة برد فعل قوي من بكين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غو جياكون، في مؤتمر صحفي، إن الولايات المتحدة “أعلنت صراحة عن خطط لبيع كمية كبيرة من الأسلحة المتطورة إلى تايوان”، معتبرا ذلك “انتهاكا صارخا لمبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الصينية–الأمريكية الثلاثة”، وتقويضا خطيرا للسلام والاستقرار في مضيق تايوان.
وأضاف المتحدث أن الصين “تعارض هذه الخطوة بشدة وتدينها بقوة”، محذرا من أن بكين ستتخذ “إجراءات حازمة وقوية” لحماية سيادتها الوطنية وأمنها وسلامة أراضيها.
ووجه غو تحذيرا إلى تايبيه، معتبرا أن القوى الداعية إلى استقلال تايوان “تدفع الجزيرة نحو التحول إلى برميل بارود”، مضيفا أن “استقلال تايوان محكوم عليه بالفشل، ولا سبيل لإنقاذه”.
تصعيد ينذر بتوتر إقليمي
وتعكس صفقة الأسلحة الجديدة تصعيدا في التوتر بين الولايات المتحدة والصين حول ملف تايوان، في وقت تتزايد فيه الأنشطة العسكرية الصينية حول الجزيرة، وتؤكد واشنطن في المقابل التزامها بدعم القدرات الدفاعية لتايبيه، ما ينذر بمزيد من الاستقطاب والتوتر في منطقة آسيا–المحيط الهادئ.
إذا رغبت، أستطيع:










