دمشق – ١٨ ديسمبر ٢٠٢٥
أثار إعلان مصرف سوريا المركزي عن العملة الوطنية الجديدة جدلاً واسعًا بعد تداول وسائل إعلام محلية معلومات حول موعد طرحها، حيث نفى المصرف هذه الأنباء مؤكّدًا أن الموعد الرسمي لإطلاق العملة لم يُحدد بعد، وأن الإعلان عن التفاصيل سيتم بعد استكمال جميع التجهيزات والترتيبات اللازمة.
وشدد المصرف في بيان رسمي نشر على قناته بتطبيق “تلغرام” أنه المصدر الوحيد للمعلومات المتعلقة بالعملة الجديدة، محذّرًا من تداول أخبار غير دقيقة قد تثير القلق بين المواطنين والمستثمرين، ومطمئنًا بأن جميع العمليات المصرفية مستمرة دون أي تأثير على الخدمات المالية.
تفاصيل العملة الجديدة وخطط الإصلاح
تأتي هذه الخطوة في إطار محاولة الحكومة السورية استعادة الثقة في الليرة السورية، التي شهدت انهيارًا حادًا منذ اندلاع الأزمة عام 2011، حيث وصل سعر الصرف إلى حوالي 11.5 ألف ليرة مقابل الدولار، مقارنة بـ50 ليرة قبل الحرب.
وتتعاون الحكومة السورية مع مؤسسة “غوسزناك” الروسية المتخصصة في طباعة النقود لإنتاج أوراق نقدية جديدة، وتشمل خطط الإصدار حذف صفرين من العملة، ليصبح التعامل اليومي أكثر سهولة وأقل تعقيدًا. وأكدت مصادر أن العملة الجديدة لن تتضمن صورًا لأفراد، بل ستعكس معالم وطنية سورية.
جدل حول موعد طرح العملة
أشارت بعض وسائل الإعلام إلى خطط لإغلاق المصارف العامة والخاصة في الفترة بين 27 ديسمبر 2025 و2 يناير 2026 لإتمام عملية تبديل العملة، إلا أن مصرف سوريا المركزي لم يؤكد هذا الموعد رسميًا، مؤكدًا أن الإعلان سيكون في الوقت المناسب بعد الانتهاء من جميع التجهيزات.
أبعاد اقتصادية واستراتيجية
يرى خبراء اقتصاديون أن إصدار العملة الجديدة خطوة مهمة لإعادة الاستقرار المالي والاقتصادي في سوريا، حيث ستسهّل المعاملات اليومية والتحويلات، وتحد من تعقيدات التعامل مع الليرة المنهارة، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة استعادة الثقة الداخلية والخارجية بالاقتصاد السوري.
وأضاف الخبراء أن هذه الخطوة قد تكون بداية لتحولات اقتصادية أكبر تشمل إصلاحات نقدية ومصرفية، مع التركيز على دعم القطاع المصرفي وتسهيل حركة الأموال لمواجهة التضخم وانخفاض قيمة العملة.










