سجل منتخب المغرب الهدف الاول فى مرمى منتخب الاردن خلال اللقاء المقام الان في نهائي كأس العرب فيفا قطر 2025 مساء اليوم الخميس 18 ديسمبر على استاد لوسيل، في مواجهة تاريخية تمنح العرب بطلًا جديدًا للمسابقة وتحدد هوية صاحبَي المركزين الأول والثاني في نسخة استثنائية تتزامن مع الاحتفالات باليوم الوطني لقطر.
يدخل منتخب النشامى النهائي لأول مرة في تاريخه الكروي، بينما يطارد أسود الأطلس لقبهم العربي الثاني بعد تتويج 2012، في صدام تكتيكي بين هجوم أردني حرّ الأرقام ودفاع مغربي حديدي بالكاد اهتز طوال البطولة.
معطيات أساسية عن النهائي
يُقام النهائي على استاد لوسيل، أحد أبرز ملاعب كأس العالم، وبحضور جماهيري متوقَّع بالآلاف مع نصائح رسمية للجماهير بالوصول مبكرًا نظرًا للإقبال الكبير على المواجهة الختامية.
ويتزامن موعد اللقاء مع أجواء اليوم الوطني لقطر، ما يمنح المباراة بعدًا احتفاليًا وسياسيًا وإعلاميًا يتجاوز حدود الصراع الكروي على اللقب.
الأردن يصل إلى النهائي بعد خمسة انتصارات متتالية في البطولة، أبرزها الفوز التاريخي على السعودية 1–0 في نصف النهائي بهدف نزار الرشرشان من ضربة رأس عند الدقيقة 66، رغم غياب المهاجم الأبرز يزن النعيمات للإصابة.
في المقابل حجز المغرب تذكرة النهائي بفضل فوز عريض على الإمارات 3–0 في المربع الذهبي، مؤكّدًا حالة التفوق الهجومي والانضباط الدفاعي التي ميّزت مشواره منذ دور المجموعات.
أرقام المنتخَبَين قبل ضربة البدايةإحصائيًا، يدخل منتخب الأردن النهائي بصفته أقوى هجوم في البطولة حتى الآن، بعدما سجل عشرة أهداف في خمس مباريات، موزعة بين لعب مفتوح وكرات ثابتة وهجمات مرتدة سريعة.
في المقابل، يُعد المنتخب المغربي صاحب أقوى خط دفاع، إذ لم يتلق سوى هدف واحد فقط، جاء بالخطأ في مرماه أمام جزر القمر في الجولة الافتتاحية، بينما حافظ على نظافة شباكه في بقية المباريات.
رغم غياب يزن النعيمات، يعوّل الأردن على علي علوان، هداف البطولة بأربعة أهداف حتى الآن، ليكون السلاح الأول لاختراق الجدار الدفاعي المغربي إلى جانب دعم زملائه من الأطراف والعمق.
أما المغرب فيستند إلى حارس متألق هو المهدي بنعبيد وإلى ثنائي قلبي الدفاع سفيان بوفتيني ومروان سعدان مع ظهيري الجنب محمد بولكسوط وحمزة الموساوي، ما يجعل أي اختراق أردني مهمة تحتاج إلى صبر وحلول مبتكرة.
صراع تكتيكي بين مشروعين
يقود النشامى المدرب المغربي جمال السلامي، الذي نجح في تشكيل منظومة متماسكة تعتمد على الانضباط الدفاعي والانتقال السريع من الدفاع للهجوم، وهو ما ظهر بوضوح أمام السعودية حين صبر الفريق طويلًا قبل أن يضرب في الوقت المناسب.
على الجانب الآخر، يقود المغرب المدرب طارق السكتيوي، الذي يراهن على امتداد ديناميكية منتخب صنع تاريخًا في مونديال 2022، مع إدماج أسماء جديدة استعدادًا لكأس أمم أفريقيا على الأرض المغربية.
على الورق، يبدو أن الأردن يميل إلى الانضباط الدفاعي وإغلاق المساحات أمام الكرات العرضية المغربية واستغلال المرتدات، بينما يسعى المغرب لفرض سيطرة شبه كاملة على الاستحواذ وتوسيع الملعب عبر الأطراف واستثمار قدرات رأس الحربة داخل منطقة الجزاء.
التوقعات الرقمية ترجّح فوز المغرب بفارق هدفين اعتمادًا على خبرته وعمقه الهجومي، لكن الصورة داخل الملعب قد تكون أكثر تعقيدًا إذا نجح الأردن في جرّ اللقاء إلى إيقاعه المفضّل وإطالة زمن التعادل.
خلفيات وجدالات خارج الخطوطاقتصاديًا وإعلاميًا، تحوّل نهائي الأردن والمغرب إلى منصة تسويق ضخمة للبطولة، مع طفرة في مبيعات التذاكر وعروض السفر إلى الدوحة وتغطية مكثفة من قنوات كبرى على رأسها beIN SPORTSالتي تحتكر حقوق البث في المنطقة
هذا الزخم يغذي أسئلة حول مدى تأثير الاعتبارات التجارية في جدولة توقيت المباراة وخريطة التوزيع التلفزيوني، وما إذا كانت البطولة تتحرك أكثر وفق منطق الأسواق والجماهيرية أم وفق معايير المنافسة الرياضية وحدها.
من زاوية أخرى، يضع النهائي كرة القدم الأردنية أمام اختبار إثبات الذات خارج إطار خطاب «الإنجاز الاستثنائي» باتجاه تثبيت حضور دائم في مشهد المنتخبات العربية الكبرى، بينما يمنح المغرب فرصة لتكريس سردية «الهيمنة الجديدة» من المونديال إلى كأس العرب.
وبين نشامى يبحثون عن أول لقب في تاريخهم وأسود أطلس يريدون وضع نجمة عربية جديدة على قميصهم، تبدو ليلة لوسيل مرشحة لأن تكون محطة فاصلة في رسم خريطة القوة الكروية العربية خلال السنوات المقبلة.










