قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن واشنطن تأمل أن تتراجع طهران عن مواصلة مسارها نحو تطوير الأسلحة النووية، محذرا من أن هذا المسار قد يقود إلى صراع جديد في المنطقة.
وفي مقابلة مطولة مع موقع “واي نت” الإسرائيلي، اعتبر هاكابي أن البرنامج النووي الإيراني يشكل محور المخاوف الأمنية في الشرق الأوسط، معربا عن أمله في أن “تعود إيران إلى رشدها” وتدرك أن امتلاك السلاح النووي لا يخدم مصالحها.
وأشار السفير الأمريكي إلى العمليات العسكرية الأخيرة التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل، مؤكدا أنها تحمل رسالة واضحة إلى طهران. وقال: “لا أحد يريد الحرب، لكن يجب على إيران أن تتوصل إلى استنتاج مفاده أن امتلاك الأسلحة النووية ليس في مصلحتها”.
مواقف إسرائيلية متشددة
في السياق ذاته، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في مقابلة مع قناة العربية يوم الأربعاء، إيران بمحاولة تطوير أسلحة نووية، واصفا النظام الإيراني بأنه “تهديد للاستقرار الإقليمي”. وأكد أن مشاركة الولايات المتحدة في ما وصف بـ“حرب الأيام الاثني عشر” تظهر أن إيران ليست مجرد قضية إسرائيلية.
كما أشار ساعر إلى دعم إيران لحزب الله، متهما الجماعة بانتهاك سيادة إسرائيل، واعتبر أن الهجمات الإسرائيلية ضد حزب الله في جنوب لبنان لا تمثل انتهاكا للسيادة اللبنانية في ظل أنشطته.
وقبل هذه التصريحات بيوم، قال مدير جهاز الموساد، ديفيد بارنيا، إن فكرة تطوير قنبلة نووية لا تزال حاضرة لدى صانعي القرار في إيران، مؤكدا أن إسرائيل ترى نفسها ملزمة بمنع إعادة تنشيط المشروع النووي الإيراني.
وأضاف بارنيا أن دولة “تتبنى تدمير إسرائيل شعارا لها، وخدعت العالم في طريقها لتطوير الأسلحة النووية”، ستسارع إلى تخصيب اليورانيوم إلى مستويات لا مبرر لها سوى إنتاج سلاح نووي عسكري، إذا توفرت الظروف المناسبة.
نفي تباعد أمريكي–إسرائيلي
وردا على تقارير تحدثت عن فتور في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، نفى هاكابي وجود أي تباعد، مؤكدا أن العلاقات الثنائية وصلت إلى “مستوى غير مسبوق من التعاون”، وأن الخلافات العرضية لا تعكس فجوة استراتيجية.
وأعرب السفير عن تفاؤل حذر إزاء التطورات الإقليمية، مشيرا إلى وجود مؤشرات على رغبة بعض الأطراف، بما فيها المملكة العربية السعودية، في إحراز تقدم على المسار الدبلوماسي.
كما نفى وجود خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن مستقبل وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا أن التنسيق بين الجانبين “يومي ومستمر”. وأشاد بدور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرا أن تدخله كان حاسما في التوصل إلى إطار وقف إطلاق النار.
وقف إطلاق النار في غزة
وفيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة، قال هاكابي إن وقف إطلاق النار الحالي “مستقر”، على عكس المخاوف من قرب انهياره. واعتبر أن استمراره لأكثر من شهرين في ظل الظروف المعقدة يعد “أمرا لافتا”، مشيرا إلى عودة معظم الرهائن وبدء خطوات الاستقرار كدلائل على ذلك.
وحول بدء المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار قبل إعادة جثمان آخر رهينة إسرائيلي، أوضح هاكابي أن الجهود السياسية ستستمر، وأنه يمكن اتخاذ خطوات متوازية لبدء المرحلة التالية ومواصلة العمل لاستعادة الجثمان المتبقي.
واختتم السفير الأمريكي بالإشارة إلى أن المرحلة الراهنة تشهد ضغطا متزامنا على إيران لتغيير مسارها النووي وتجنب الحرب، إلى جانب السعي للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة والتقدم تدريجيا نحو استقرار إقليمي هش.
يذكر أن إسرائيل وحركة حماس لم تتوصلا بعد إلى اتفاق حول الخطوات التالية في وقف إطلاق النار، في ظل تبادل الطرفين الاتهامات بخرق الاتفاق أكثر من مرة










