كادقلي | الجمعة 19 ديسمبر 2025، شهدت ولاية جنوب كردفان السودانية، صباح اليوم الجمعة، تصعيداً عسكرياً جديداً حيث شنت قوات الدعم السريع هجوماً برياً واسعاً على مواقع الجيش السوداني في منطقة “برنو” الاستراتيجية، الواقعة شمال غربي كادقلي، عاصمة الولاية.
تضارب الأنباء حول السيطرة الميدانية
أكدت مصادر عسكرية موالية للجيش السوداني أن القوات المسلحة تمكنت من صد الهجوم “جزئياً” وتخوض معارك ضارية لتعزيز دفاعاتها ومنع سقوط المنطقة، بينما أشارت مصادر ميدانية أخرى إلى تمكن قوات الدعم السريع من فرض سيطرتها على أجزاء واسعة من “برنو” بعد اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة.
حصار خانق وتصعيد عابر للمحاور
يأتي هجوم اليوم في سياق تصعيد مستمر منذ أسابيع، حيث تواجه مدينتا كادقلي والدلنج حصاراً مزدوجاً تفرضه قوات الدعم السريع بالتحالف مع “الحركة الشعبية – شمال” بقيادة عبد العزيز الحلو. وتزامن الهجوم البري مع قصف مدفعي وجوي مكثف، أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، من بينهم 16 قتيلاً في مدينة الدلنج خلال الـ48 ساعة الماضية جراء القصف العشوائي.
وعشرات الجرحى وسط تدمير واسع للممتلكات الخاصة والمرافق الحيوية.
كارثة إنسانية: كادقلي بين القصف والمجاعة
حذرت تقارير أممية من أن الوضع الإنساني في جنوب كردفان بات “خارج السيطرة”، حيث وصفت الظروف هناك بالكارثية.
وتعاني مدينة كادقلي من نقص حاد في الغذاء والدواء، مع إعلان المجاعة رسمياً في أجزاء منها نتيجة الحصار المطبق.
ونزوح آلاف الأسر من مناطق النزاع إلى العراء في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة وانتشار الأوبئة.
تحذيرات دولية: حذرت الأمم المتحدة من تكرار فظائع التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية التي شهدتها مدينة الفاشر سابقاً، في حال استمرار التصعيد الحالي.
الصراع الأوسع
تعد معارك كردفان جزءاً من النزاع الدامي بين الجيش والدعم السريع الذي يدخل عامه الثالث، مخلفاً وراءه ما يُصنف عالمياً بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في العصر الحديث”، مع تزايد المخاوف من تمزق النسيج الاجتماعي في السودان نتيجة التحالفات القبلية والعسكرية الجديدة.










