أفريقيا بعد قرون من الصمت تفتح جرائم الماضى : دعوات موحدة لتعويضات العبودية والاستعمار
أكرا – 20 ديسمبر 2025
دعا وفد دولي يزور غانا القادة الأفارقة إلى التحلي بالشجاعة وعدم الاكتفاء بالمواقف المترددة، في إطار الجهود الرامية إلى المطالبة بتعويضات عن العبودية العابرة للأطلسي وفترة الاستعمار. وطالب الوفد الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما بلعب دور محوري في توحيد الموقف الأفريقي وحشد دعم إقليمي ودولي واسع لهذا الملف التاريخي، الذي يلقى اهتمامًا متزايدًا على الساحة الدولية
والعبودية العابرة للأطلسي هي نظام تاريخي لتجارة البشر بالقوة عبر المحيط الأطلسي، امتد من القرن الخامس عشر حتى القرن التاسع عشر، وشهد اختطاف ملايين الأفارقة من بلدانهم ونقلهم قسرًا إلى الأميركتين للعمل في ظروف غير إنسانية، وهي حقبة لا تزال آثارها الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية قائمة حتى اليوم
ووفق بيان صدر الجمعة، عقد الرئيس الغاني محادثات مع وفد يضم خبراء وممثلين من أفريقيا ومنطقة الكاريبي وأوروبا وأميركا اللاتينية والولايات المتحدة، حيث قدموا له قائمة من الإجراءات ذات الأولوية ضمن أجندة الاتحاد الأفريقي الخاصة بالتعويضات.
وتأتي هذه التحركات في وقت تستضيف فيه غانا قمة الشتات الأفريقي 2025 في العاصمة أكرا، والتي تضع جرائم العبودية والإرث الاستعماري والمطالبة بالتعويضات في صدارة جدول أعمالها، إلى جانب إبراز إسهامات أبناء الشتات الأفريقي حول العالم.

رؤية أفريقية موحدة للتعويضات
وكان الاتحاد الأفريقي قد أطلق في فبراير الماضي مبادرة تهدف إلى صياغة «رؤية موحدة» حول مفهوم التعويضات، تشمل خيارات متعددة مثل التعويض المالي، والاعتراف الرسمي بالجرائم التاريخية، والإصلاحات السياسية والقانونية، ومعالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية طويلة الأمد.
ويؤكد المدافعون عن هذا المسار أن ما لا يقل عن 12.5 مليون أفريقي تعرضوا للاختطاف والنقل القسري على يد القوى الأوروبية، ثم بيعهم كعبيد خلال الفترة الممتدة من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر، مشددين على أن العنصرية وعدم المساواة السائدين اليوم يمثلان امتدادًا مباشرًا لذلك التاريخ.
انقسام أوروبي
ورغم تزايد الزخم الدولي للمطالبة بالتعويضات، لا تزال بعض القيادات الأوروبية تعارض حتى فتح النقاش حول هذا الملف، معتبرة أن الدول والمؤسسات المعاصرة لا ينبغي أن تتحمل مسؤولية جرائم الماضي.
وخلال قمة الاتحاد الأوروبي – الاتحاد الأفريقي التي عقدت الشهر الماضي في لواندا عاصمة أنغولا، أقر قادة الجانبين ب «المعاناة التي لا توصف» التي خلفتها العبودية والاستعمار، إلا أن الجانب الأوروبي تجنب الالتزام بتقديم تعويضات مباشرة.
دعوة أممية
وخلال القمة نفسها، دعت نائبة الرئيس الغاني جين أوبوكو-أجييمانغ دول الاتحاد الأوروبي إلى دعم مشروع قرار تعمل غانا على تقديمه إلى الأمم المتحدة، يهدف إلى الاعتراف بالعبودية باعتبارها واحدة من أخطر الجرائم ضد الإنسانية.
كما عقد الوفد الدولي اجتماعات منفصلة مع وزير الخارجية الغاني صمويل أوكودزيتو أبلاكوَا، ومع إيكوو سبايو-غاربراه، مبعوث الرئيس الغاني الخاص بملف التعويضات، مؤكدين ضرورة تحقيق تنسيق استراتيجي ووحدة سياسية بين القادة الأفارقة لدعم مطالب المجتمعات المتضررة داخل القارة وفي دول الشتات.










