طوكيو | في خطوة استراتيجية لتعزيز حضورها في قلب القارة الآسيوية، عقدت الحكومة اليابانية، اليوم العشرين من ديسمبر، القمة الأولى لـ “حوار آسيا الوسطى + اليابان” (CA+JAD) في طوكيو، بمشاركة قادة خمس دول هي: أوزبكستان، كازاخستان، قيرغيزستان، تركمانستان، وطاجيكستان.
من الوزارية إلى القمة: تحول تاريخي
شهد هذا اللقاء ترفيع مستوى الحوار من الإطار الوزاري، المعمول به منذ عام 2004، إلى مستوى القمة لأول مرة. وتأتي هذه الخطوة لتعكس الرغبة المشتركة في بناء شراكة مستدامة في ظل المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها المنطقة.
استثمارات ضخمة واتفاقيات لوجستية
أعلنت رئيسة الوزراء اليابانية، سناء تاكايتشي، عن خطة طموحة لدعم التعاون الاقتصادي، مؤكدة أن بلادها ستعمل على تنفيذ مشاريع بالتعاون مع القطاع الخاص بقيمة إجمالية تصل إلى 3 تريليونات ين ياباني على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وقالت تاكايتشي خلال القمة: “تكتسب آسيا الوسطى أهمية متزايدة كطريق تجاري حيوي يربط آسيا بأوروبا، ونحن ملتزمون بدعم هذا الربط لضمان استقرار سلاسل الإمداد العالمية”.
“إعلان طوكيو”: بحر قزوين في القلب
توجت القمة باعتمد “إعلان طوكيو”، الذي وضع خارطة طريق للتعاون في مجالات حيوية، أبرزها:
التعاون اللوجستي: تطوير طريق بحر قزوين كبديل استراتيجي للنقل والشحن برزت أهميته القصوى منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
أمن الطاقة والمعادن: تعزيز التعاون في سلاسل إمداد الغاز الطبيعي وتأمين الوصول إلى المعادن الحيوية اللازمة للصناعات التكنولوجية.
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي: إنشاء شراكة تعاونية جديدة تهدف إلى نقل الخبرات اليابانية في تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى دول المنطقة.
أهمية جيوسياسية
يرى مراقبون أن هذا التحرك الياباني يهدف إلى تقديم بديل اقتصادي قوي لدول آسيا الوسطى، التي تسعى لتنويع شراكاتها الدولية بعيداً عن الاعتماد التقليدي على القوى الإقليمية الكبرى، مستفيدة من الموقع الاستراتيجي للمنطقة كجسر بري بين الشرق والغرب.










