في تصعيد جديد للهجة النووية الإيرانية، أطلق المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، تصريحات لافتة حول القدرات العسكرية والتقنية لبلاده، بالتزامن مع سجال حاد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إمكانية الوصول إلى المنشآت التي تعرضت للقصف.
تصريحات كمالوندي: القنبلة والمفاعلات
اعتبر كمالوندي أن بلاده تجاوزت كافة العقبات التقنية، قائلاً: “إن أبسط مهمة هي بناء قنبلة نووية، لأنها لا تتطلب التحكم في الوقود وتنفجر دفعة واحدة، لكن الصعوبة الحقيقية تكمن في بناء محطات الطاقة التي تتطلب تحكماً دقيقاً في التفاعلات”.
وأضاف أن إيران وصلت إلى “أقصى حدود القوة” ولم يعد هناك أي غموض في المسائل النووية بالنسبة لخبراء طهران، منتقداً من وصفهم بـ”النخب التي تجهل أهمية امتلاك القدرات النووية والصاروخية”.
غروسي يشكك في رواية “الركام”
من جانبه، شكك المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في ادعاءات طهران بأن المنشآت النووية “غير آمنة” للتفتيش. وفي مقابلة مع وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، قال غروسي: “إذا كانت السلطات الإيرانية تقول إن المنشآت غير آمنة ولا يمكننا الذهاب إلى هناك، فيجب السماح للمفتشين بالتأكد ميدانياً من تعذر الوصول فعلياً”.
وتأتي شكوك غروسي رداً على تصريحات لمسؤولين إيرانيين، بينهم وزير الخارجية عباس عراقجي والمتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني، الذين أكدوا أن مخزون اليورانيوم المخصب “مدفون تحت أنقاض المنشآت” التي استهدفت في حرب الأيام الاثني عشر ولا يمكن استعادته.
طهران: طلبات التفتيش “غير معقولة”
في المقابل، وصف كمالوندي طلب الوكالة بالوصول إلى تلك المواقع بأنه “غير معقول”، مشيراً إلى أن طهران تبحث عن “أساليب بديلة” لإبلاغ الوكالة عن المواد النووية دون زيارة المفتشين للمواقع المتضررة، وهو ما ترفضه الوكالة متمسكة باتفاقية الضمانات الشاملة.
الموقف الروسي: دعوة للحياد
دخلت موسكو على خط الأزمة، حيث دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غروسي إلى التزام “النهج المهني والنزيه” والابتعاد عن التسييس في تقييم برنامج طهران، مؤكداً ضرورة الحفاظ على “الطبيعة المحايدة” للوكالة الدولية في تعاملها مع الملف الإيراني.
تحدي المخزون المفقود
أكد غروسي أن البرنامج النووي الإيراني “متطور للغاية” ولا يقتصر على المنشآت الثلاث الكبرى، بل يمتد لمنشآت بحثية ومحطة بوشهر. ويبقى التحدي الأكبر الآن هو مصير اليورانيوم عالي التخصيب، والذي تحول إلى لغز استخباراتي وتقني عقب الحرب الأخيرة، وسط إصرار دولي على معرفة الكميات الدقيقة المتبقية تحت الأنقاض.










