بين أنفيلد ومكاتب المحامين: كيف تحولت مفاوضات رامى عباس إلى صداع فى رأس جماهير ليفربول؟
خلفية الأزمة بين صلاح وليفربول
العلاقة بين صلاح وليفربول دخلت منعطفًا حرجًا مع اقتراب نهاية عقده، وظهور خلافات حول مدة العقد الجديد وقيمته، وحديث عن «اتفاق ودى» يسمح له بالمغادرة بعد موسم واحد إذا رغب.
تصريحات صلاح الأخيرة عن شعوره بأنه «تحت الحافلة» واعتباره أن علاقته بمدربه آرنى سلوت تبدو «مكسورة» بعد جلوسه احتياطيًا لثلاث مباريات متتالية، كشفت عن أزمة ثقة داخل غرفة الملابس وأمام الجماهير.
من هو رامى عباس ودوره مع صلاح؟
رامى عباس محامى ومستشار صلاح وصاحب العلاقة الأقرب به منذ انتقاله من إيطاليا إلى ليفربول، وهو من تولى التفاوض على عقوده الكبرى مع النادى، ويُحسب له أنه ساهم فى حصول اللاعب على واحد من أعلى الرواتب فى تاريخ ليفربول.
شخصيات داخل النادى وصفت عباس بأنه «حاد الطبع» فى التفاوض، لكنه فى الوقت نفسه محترف يدافع بقوة عن مصالح موكله، ولا دلائل قاطعة على أنه يدفع صلاح للخروج من أنفيلد فقط من أجل صفقة مالية أكبر.
كيف ساهمت إدارة الملف إعلاميًا فى توتير الأجواء؟
عباس أثار الجدل أكثر من مرة عبر حساباته على وسائل التواصل، سواء بالرد على شائعات رحيل صلاح أو بالتشكيك فى دقة التقارير الصحفية، وسبق أن اتهم بعض التغطيات بأنها «صيد نقرات» لا أكثر.
هذا الأسلوب الهجومى فى الرد والتسريبات المتكررة عن جلسات «حاسمة» بينه وبين إدارة ليفربول حول مستقبل صلاح، غذّى شعورًا لدى جزء من الجماهير بأن محيط اللاعب يمارس ضغطًا علنيًا على النادى ويضع صورته أمام الرأى العام فوق استقرار الفريق.
موقف جماهير ليفربول من صلاح الآن
رغم الضجة، لا يزال قطاع واسع من جماهير ليفربول متمسكًا بصلاح، الذى يعد ثالث هداف فى تاريخ النادى، وقد ظهر ذلك فى هتافات «الملك المصرى» فى المدرجات حتى فى فترات تراجع المستوى أو الجلوس على الدكة.
فى المقابل، أظهر استطلاع آراء جماهيرى وتغطيات إعلامية أن بعض المشجعين باتوا يرون أن أحد الطرفين «يجب أن يرحل» إذا استمرت الحرب الباردة بين صلاح والمدرب سلوت، ما يعكس انقسامًا غير مسبوق حول مستقبل النجم المصرى.
علاقة صلاح بالجهاز الفنى الحالى
تصريحات صلاح بعد مباراة ليدز، التى لمح فيها إلى أن مباراة برايتون قد تكون الأخيرة له فى أنفيلد قبل الذهاب إلى أمم إفريقيا، اعتُبرت رسالة ضغط على الإدارة والجهاز الفنى معًا، وكأن اللاعب يضع مستقبله على الطاولة أمام الجميع.
المدرب آرنى سلوت حاول احتواء الموقف بالتأكيد علنًا أنه «لا توجد مشكلة بحاجة إلى حل» وأن الأمور عادت إلى طبيعتها بعد جلسة صلح وعودة صلاح للتسجيل، لكن تقارير صحفية مطلعة أكدت أن جوهر الخلاف لم يُحسم بعد وأن النقاش مع عباس سيستمر بعد عودة اللاعب من كأس إفريقيا.
هل تسبب رامى عباس فى الأزمة أم كشفها؟
يمكن القول إن طريقة إدارة رامى عباس لملف المفاوضات والتسريبات والردود الإعلامية ساهمت فى تعرية التوتر القائم بين صلاح وليفربول، لكنها لم تصنع هذا التوتر من العدم؛ فجوهر الأزمة يرتبط برؤية النادى لمستقبل لاعب يقترب من منتصف الثلاثينيات ورؤية اللاعب لقيمته ودوره.
عباس، بوصفه مفاوضًا شرسًا وواجهة إعلامية أحيانًا لصلاح، يتحمل جانبًا من مسؤولية ارتفاع منسوب الاحتقان، لكن تحميله وحده مسؤولية غضب جزء من الجماهير أو التوتر مع المدرب يتجاهل تعقيدات كرة القدم الحديثة حيث تتداخل حسابات العقود، العمر، العروض الخارجية، وطموحات النادى.










