أنس صلاح الدين يعيش واحدة من أكثر المراحل حسمًا في مسيرته القصيرة، بعد أن حسم مستقبله الدولي لصالح منتخب المغرب، وانتقل من تجربة صعبة في روما إلى انطلاقة جديدة مع PSV الهولندي، بالتزامن مع دخوله رسميًا قائمة أسود الأطلس لكأس أمم إفريقيا 2025.
وبين حالة إعجاب إعلامية به كـ“اكتشاف ما قبل الكان”، وتوقعات واسعة بأن يكون بديلًا تكتيكيًا مهمًا في مركز الظهير الأيسر، يتقدم اسم أنس إلى واجهة المشهد الكروي المغربي رغم حداثة تجربته مع المنتخب الأول.
انتقالات متسارعة بين توينتي، روما وPSVبدأ اسم أنس يسطع في هولندا مع فريق توينتي، حيث انتقل إليه نهائيًا في فبراير 2024 بعقد حتى 2027 بعد فترة إعارة ناجحة من أياكس، قدّم خلالها أداءً مميزًا في مركز الظهير الأيسر/الـ«وينج باك» وأظهر قدرة على المساهمة هجوميًا.
في بداية 2025، أعلن روما التعاقد معه من توينتي مقابل حوالي 8.5 مليون يورو، مع حوافز قد ترفع الصفقة إلى 10 ملايين، في رهان على موهبة شابة قادمة من الإرديفيزي.
لكن التجربة الإيطالية لم تسر كما كان مخططًا؛ إذ شارك أنس في 3 مباريات فقط بالدوري (153 دقيقة)، ولم ينجح في فرض نفسه أساسيًا تحت قيادة جان بييرو جاسبريني، ما جعل فرصه في الاستمرار محدودة.
مع نهاية أغسطس 2025، عاد اللاعب إلى الدوري الهولندي من بوابة PSV على سبيل الإعارة لموسم واحد مع خيار شراء يقدّر بحوالي 8 ملايين يورو، استجابةً لحاجة بطل الدوري لظهير أيسر بعد إصابة ماورو جونيور.
انطلاقة جديدة وتألق مع PSVفي PSV، وجد أنس البيئة التي تتيح له العودة للواجهة؛ فقد أعلن في تصريح رسمي عبر موقع النادي أنه “جاهز بنسبة 100% ومستعد للانطلاق فورًا”، ما عكس رغبته في إثبات نفسه بعد فترة صعبة في روما.
شارك في 11 مباراة في الإرديفيزي حتى منتصف ديسمبر 2025، إضافة إلى 6 مباريات في كأس هولندا، ليقترب إجمالي مشاركاته من 17 مباراة مع النادي هذا الموسم دون أهداف، لكن بأدوار دفاعية واضحة على الجهة اليسرى.
أداءه أعاد رفع قيمته السوقية؛ إذ تشير تقديرات حديثة إلى أن خياره الشرائي لدى PSV يقارب 8 ملايين يورو، بينما تقدر قيمته في سوق الانتقالات بحوالي 12 مليون يورو، مع اهتمام متزايد من أندية أخرى بالدوري الهولندي والإنجليزي.
تقارير تحليلية ترى أن PSV يميل لتفعيل خيار الشراء إذا واصل أنس تقديم هذا المستوى مع تحسن إضافي في النصف الثاني من الموسم، خاصة وأن عمره (23 عامًا) يمنح النادي فرصة الاستثمار الفني والمالي فيه لسنوات.
حسم مستقبله الدولي واختيار المغرب
على مستوى المنتخبات، لعب أنس لمنتخبات هولندا للفئات السنية، لكنه حسم مستقبله الدولي لصالح المغرب في 2025، حيث أعلن الاتحاد أن الفيفا وافق رسميًا على طلبه لتغيير الجنسية الرياضية يوم 21 أكتوبر 2025.
بعدها مباشرة، استدعى وليد الركراكي الظهير الشاب لأول مرة لمعسكر المنتخب استعدادًا لمواجهات ودية أمام موزمبيق وأوغندا، في خطوة وصفت بأنها “بداية فصل جديد مع أسود الأطلس”.
في تصريحات للموقع الرسمي للجامعة، قال أنس إنه “سعيد جدًا بالتواجد مع المنتخب المغربي” وأن اللاعبين “يشعرون بأنهم في وطنهم ويريدون إعادة الكأس إلى المغرب”، في إشارة إلى الرغبة في التتويج بأمم إفريقيا 2025 على الأرض.
كما أبدى اعتزازه بجذوره المغربية رغم نشأته الكروية في هولندا، معتبرًا أن اللعب للمغرب “قرار قلب وعقل معًا”.
دور أنس صلاح الدين في مشروع أسود الأطلس
يأتي استدعاء أنس في سياق بحث الركراكي عن حلول تكتيكية في الطرف الأيسر، خاصة في ظل الإرهاق وتعدد التزامات بعض العناصر وقابلية الاعتماد عليه كظهير وجناح دفاعي في نفس الوقت.
تحليلات مغربية ربطت تطور أرقام اللاعب بدوره المحتمل في الكان، خاصة مع الحديث عن “فرصة كبيرة” له في ظل الإصابات والغيابات في خط الدفاع، وهو ما روجته تقارير رياضية عربية وغربية.
حتى نهاية نوفمبر 2025، كان لأنس مشاركتان رسميتان مع المنتخب المغربي دون أهداف، لكنها كافية لفتح الباب أمامه ضمن دائرة المنافسة على مركز أساسي أو بديل أول في الجهة اليسرى خلال أمم إفريقيا.
ويتوقف حجم مشاركته في الكان على جاهزيته البدنية، ومدى رغبة الجهاز الفني في منح الفرصة لجيل جديد من الأظهرة أمام ضغط الاستضافة والتطلعات الجماهيرية.
بين الكان وسوق الانتقالات: ماذا بعد؟نجاح أنس في تقديم مستويات قوية مع المغرب خلال الكان قد يسرّع من قرار PSV بتفعيل خيار الشراء، وربما يفتح الباب أمام عروض أكبر من أندية أوروبية تتابع الظهير المغربي الشاب في بطولة قارية تُعد منصة مثالية لإبراز المواهب.
في المقابل، قد يؤدي أي تراجع في المستوى أو إصابات إلى إعادة ملفه مع روما إلى نقطة الصفر، خاصة وأن النادي الإيطالي قد يفضّل بيعه نهائيًا إذا جاء عرض مناسب.
أنس يقف اليوم عند مفترق طرق:طريق أول يقوده لترسخ اسمه كظهير أيسر أساسي في مشروع المنتخب المغربي وعمود ثابت في PSV
وطريق ثانٍ يجعل منه مجرد “موهبة عابرة” بين أياكس، توينتي، روما وPSV إذا لم يحسن استغلال هذه اللحظة المفصلية في بطولة تقام على أرض بلده الأصل.










