القاهرة – ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٥
في موقف نادر الحدة، وجّه شيخ الأزهر الشريف، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، رسالة نارية إلى أوروبا بشأن ما يجري في قطاع غزة، مؤكداً أن العدوان الأخير على المدنيين الفلسطينيين تجاوز كل القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية ووصل إلى حد الإبادة الجماعية.
وخلال استقباله السفير الإيطالي لدى القاهرة أجوستينو باليزي، لم يتردد الإمام الأكبر في وصف الوضع في غزة بأنه “إبادة” منظمة ينفذها جيش مدجج بالسلاح ضد شعب أعزل، مع سفك دماء الأطفال والنساء والمدنيين، مشدداً على أن الصمت أو التبرير السياسي يعد شراكة ضمنية في الجريمة.
وأضاف شيخ الأزهر أن الاحتلال وداعميه لم يحققوا أي مكسب حقيقي، بل خسروا أمام الرأي العام العالمي، بعد انكشاف الدعاية الزائفة التي حاولت تبرير المجازر، حيث خرجت شعوب أوروبا والغرب إلى الشوارع تندد بالقتل الجماعي وتصف ما يحدث بأنه جرائم ضد الإنسانية.
وأشاد الإمام الطيب بموقف عمال الموانئ الإيطاليين الذين رفضوا تحميل شحنات أسلحة متجهة لإسرائيل، واصفاً موقفهم بالإنساني العظيم الذي يعكس ضمير الشعوب، ويثبت أن هناك رفض شعبي لأعمال الاحتلال حتى لو غابت مواقف بعض الحكومات.
كما فتح شيخ الأزهر ملف حل الدولتين بلهجة ناقدة، متسائلاً: لماذا تحول الحل إلى شعار بلا تنفيذ؟ وكم مرة تتبناه السياسات الكبرى دون إرادة حقيقية لإنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة الفلسطينية؟
من جانبه، أكّد السفير الإيطالي احترام بلاده لدور الأزهر في دعم السلام والتعايش، مشيراً إلى التزام إيطاليا بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة لتلبية احتياجات المدنيين من دواء وغذاء، وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع.
رسالة شيخ الأزهر تأتي في توقيت حاسم، لتضع أوروبا أمام اختبار الوفاء بالقيم الإنسانية مقابل الواقع الميداني، مؤكدة أن معركة غزة ليست فقط على الأرض بل على الضمير والوعي العالمي.










