تمتلك الإخوان، التي تعمل عبر واجهات مختلفة في أوروبا مؤسسات اقتصادية ومالية، لكن إلى مدى تأثرت مع عمليات الحظر والحصار والمراقبة، التي جرت خلال الثلاث سنوات الأخيرة للجماعة وفروعها.
تعتمد استراتيجية جماعة الإخوان في الانتشار بأوروبا، على التوغل من خلال مؤسسات خيرية ومنظمات اجتماعية ومدنية واقتصادية، تعمل بطريقة لا مركزية، وليست تحت هيكل تنظيمي موحد أو ثابت أو إطار سياسي وتنظيمي موحّد، وهي تنكر دائماً تبعيتها للتنظيم، وترفض الاعتراف بأي ملكية لها، إلا أن تواجد قيادات معروفة بإخوانيتها قد يشير بشكل ما إلى هذه العلاقة.
من هذه المؤسسات مؤسسة الإغاثة الإسلامية” التي تتخذ من لندن مركزاً رئيسياً لها وقد أُنشئت عام 1984 من طرف قيادات إخوانية على رأسهم “إبراهيم الزيات، وهاني البنّا، ورجل الأعمال المصري الأصل البريطاني الجنسية (عمر الألفي)”؛ وهي تقوم بنشاطها المعلن “تحت بند أنشطة العمل الاجتماعي”. وكان يترأس إدارتها عصام الحداد، والعراقي أحمد كاظم الراوي، وأيضاً صندوق الإغاثة والتنمية الفلسطيني “أنتربال”، وهي مؤسسة معروفة ويترأسها عصام مصطفى عضو الهيئة التنفيذية في حركة حماس.
أما منظمة الأمانة الأوروبية فقد تأسست في لندن عام 1996 بواسطة “مجلس مسلمي أوروبا”، وهي منظمة إخوانية تعمل على جمع الأموال في جميع أنحاء أوروبا وإعادة توجيهها للصرف على المنظمات التابعة للجماعة، وقام بتأسيسها وإدارتها فؤاد العلوي وأحمد كاظم الراوي.
تشير بعض المصادر إلى أن شركة Jordan Company Secretaries Limite التي تأسست فى 2007، وتعمل فى مجال توفير الخدمات للشركات البريطانية وخدمات المعلومات التجارية، تابعة للجماعة، إضافة إلى شركة BS Altena AG التي تم تأسيسها في عام 2010 وتعمل في مجال العقارات طويلة الأجل، وشركةTakaful Trust” و”The Renaissance Foundation”، إلى جانب شركة “Hassan El Banna Foundation”، المختصة في تجارة التجزئة والقطاع المالي والملابس بلندن.
أما في النمسا فرابطة الثقافة الإسلامية لها نشاطاتها الاقتصادية من ليشتنشتاين عبر بنما وجزر فيرجن وجزيرة مان وحتى بريطانيا، وهناك بعض المشاريع التي تقوم بها منظمة الإغاثة الإسلامية، بقيادة جمال مراد، في فيينا.
تؤكد مستندات نشرتها وسائل إعلام مصرية أن شركة Stahel Hardmeyer AG in Nachlassliquidation ، التي تأسست في مارس 1967، ويصل رأس مالها إلى (18.3) ملايين فرنك سويسري، وتعمل الشركة في مجال تجارة الجملة والمنسوجات القطنية، ولديها عدد من الشركات التابعة في عدد من الدول، هي تابعة للجماعة، وكذا شركة World Media Services Ltd، التي تأُسست عام 1993 وهي شركة تعمل فى مجال خدمات وسائل الإعلام، لكن ميغا ماليزيان سويس غالف اند افريكان شامبر (الهيئة الماليزية السويسرية الخليجية الافريقية) فهي تابعة لإدريس نصر الدين، الممول الإخواني الكبير.
وكشف الصحفي السابق في واشنطن بوست فرح دوغلاس أن منظمة DMG، هي تابعة للتنظيم ويترأسها إبراهيم الزيات، وتخضع لها أكثر من 30 مؤسسة وشركة مالية للجماعة في عموم ألمانيا، وكذلك صندوق أوروبا.. يوروب تراست، وهي شركة ومؤسسة خيرية، مقرها المملكة المتحدة، جرى تسجيلها للمرة الأولى كمؤسسة خيرية عام 1996. ويقول التقرير المالي لعام 2005: “إن النشاط الرئيس للشركة كان يتمثل في إنشاء محفظة من الأصول (الأوقاف) واستثمارات لتوليد الموارد، لتمويل المشاريع الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات في أوروبا”، واشترت Europe Trust عقارًا في منطقة Wedding بمدينة برلين بـ 4 ملايين يورو ليكون مقراً لها.
وفي السويد توجد مؤسسة EFOMW بقيادة الناشطة لمياء العامري، وفي إيطاليا شركة ناسكو، التي أسسها إدريس نصر الدين في مكتب ليختنشتاين، باسم “شركة نصر الدين الدولية القابضة”، ولها فروع في تركيا والمغرب وروما ونيجيريا، وتم وضع أموالها في أحد فروع “بانكو دي روما”.
ويعيش اقتصاد وشبكة الجماعة في أوروبا في أزمات متلاحقة أولها هو الملاحقات والحصار الذي تفرضه بعض الدول الآن على الشعارات والمؤسسات الإخوانية، ومنها على سبيل المثال النمسا وألمانيا، كما يعيش أزمات تتعلق بالانقسام الحاصل بين القيادات، الذي يريد كل منهم السيطرة على مصادر التمويل، وحصار الجماعة في بلاد المهد في مصر وتونس وغيرها من الأقطار
ورغم ما سبق فالجماعة حريصة على استمرار منابع التمويل بأوروبا لتعويض ما تفقده بالداخل العربي بعد تضييق الخناق عربياً وخليجياً عليها.
ولا تزال أوروبا متسامحة مع أنشطة مريبة للجماعة تحت عناوين مراكز ثقافية ودعوية وفي حقيقتها تنشط داخل شبكة ممتدة ومعقدة كاقتصاد مواز يمارس كل الأنشطة غير المشروعة، لذا فالمستقبل الاقتصادي للجماعة لا مناص منه لأنه حياة أو موت بالنسبة لها.
من هنا خلق (الإخوان) الآن كيانات جديدة، كما استبدلوا الجيل الأول من الرواد، الذين أنشأوا الشبكات الإخوانية ببطء بجيل ثانٍ من النشطاء المولودين في الغرب، الذين سيضيفون حتماً وجهات نظرهم في توجيه هذه المنظمات، من أجل أن يكونوا مجرد قوة تمويلية سرية للجماعة.











