ريم البيات… المخرجة السعودية التي كرمها مهرجان بورسعيد قبل أن تعرفها شاشات القاهرة
ريم البيات (ريم سمير البيات) مخرجة وفنانة سعودية من القطيف، تُعد من أبرز الأصوات النسائية في سينما الخليج المعاصرة، وتجمع بين الإخراج الفيلمي والتصوير الفوتوغرافي والفن القماشي والكولاج البصري في مشروع فني واحد.
حصلت على جوائز في مهرجانات دولية مثل مدريد وميلانو عن أفلام قصيرة من بينها «ظلال» و«استيقظي» وغيرها، ما جعل اسمها حاضرًا في دوائر النقد السينمائي العربي والدولي كإحدى ممثلات موجة المخرجات السعوديات الجدد.
من هي ريم البيات؟
ريم سمير البيات مخرجة سعودية وُلدت عام 1982، وتنحدر من مدينة القطيف في المنطقة الشرقية بالسعودية.
درست وحصلت على شهادة وطنية في التصوير الفوتوغرافي من جامعة الفنون في بورنموث بالمملكة المتحدة عام 2005، قبل أن تتجه تدريجيًا لصناعة الأفلام والتجارب البصرية المركّبة.
إلى جانب الإخراج، تعمل أيضًا كمصورة وفنانة كولاج ومصممة أقمشة، وتعرّف نفسها في حسابها على إنستجرام بأنها تصنع مما يطاردها “فيلمًا، قماشًا وذاكرة”، في إشارة إلى اعتمادها على الذاكرة الشخصية والجماعية في بناء عوالمها الفنية.
كما أسست مشروع/علامة «Atelier Nostalgia»، الذي يعمل كفضاء فني يجمع بين الموضة والفن والسينما والذاكرة.
مسيرتها وأعمالها السينمائيةعُرفت بأفلام قصيرة مثل «Shadows / ظلال» (2009) و«Wake Me Up / استيقظي»، التي عُرضت في مهرجانات مثل دبي السينمائي الدولي، ضمن برنامج ركّز على الأصوات السينمائية العربية الجديدة.
شاركت أعمالها ضمن مبادرة “Saudi Film Days” في هوليوود، التي قدمت مجموعة من الأفلام السعودية القصيرة في لوس أنجلِس، في حدث هدف إلى إبراز المواهب الشابة من المملكة في قلب صناعة السينما العالمية.
مواقع مهتمة بسيرتها تشير إلى أن أفلامها تميل إلى تناول عوالم داخلية وشخصية، مع حضور قوي لعناصر الذاكرة، العائلة، والهوية النسائية في مجتمع محافظ، مستخدمة لغة بصرية شاعرية أكثر من اعتمادها على الحوار المباشر.
وقد نالت جوائز “أفضل مخرجة” في مهرجانات خارجية مثل مدريد وميلانو عن أحد أفلامها القصيرة، ما عزز صورتها كمخرجة سعودية حاصلة على اعتراف دولي.
علاقتها بمصر والحضور في المشهد المصري
المتاح من المعلومات يوثق علاقة مهنية إيجابية بين ريم البيات والساحة الثقافية والسينمائية المصرية، تقوم أساسًا على المشاركة والتكريم والتعاون:شاركت كضيفة ومخرجة في فعاليات سينمائية عربية من بينها مهرجانات لها امتدادات أو شراكات مصرية، كما ظهرت في سياق فعاليات مرتبطة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي من خلال مشاركة اسمها في فعاليات نقدية/برامج موازية (مثل وجود اسمها ضمن منشورات رسمية تتعلق بأسبوع النقاد الدولي في القاهرة إلى جانب المخرج يسري نصر الله والناقد أسامة عبد الفتاح).
نشرت عبر حسابها منشورًا يعبر عن فخرها بتكريمها في مهرجان بورسعيد السينمائي في دورته الأولى، مؤكدة سعادتها بالتكريم في مصر وبأن الجائزة تحمل اسم الفنان الراحل محمود ياسين الذي تربت على حب السينما من خلال أعماله.
هذا التكريم يعكس علاقة احترام متبادل بينها وبين الوسط السينمائي المصري، ولا توجد في المصادر المتاحة أي تصريحات عدائية أو موقف سلبي معلن لها تجاه مصر كدولة أو كمشهد فني.
على العكس، يظهر أن حضورها في مصر يأتي في سياق الاعتراف بها كمخرجة عربية، واستقبالها في مهرجان يحمل اسم أحد رموز السينما المصرية يُعد مؤشرًا على تقدير مصري رسمي وشعبي لتجربتها.
في المقابل، لا تتوفر في المصادر المفتوحة تصريحات مباشرة وموسعة لريم البيات تتناول فيها بالتحليل الوضع السياسي أو الاجتماعي في مصر، أو تقدم موقفًا صداميًا أو نقديًا واضحًا من الدولة المصرية أو مؤسساتها.
ما يمكن توثيقه بدقة هو:مشاركات وتكريمات داخل مصر. تفاعل إيجابي مع رموز السينما المصرية وتراث
البصري، يصل لدرجة الاستلهام في أعمال فنية (مثل مشروع بصري في غاليري “أثر” ضم فنانين سعوديين تفاعلوا بصريًا مع صور وأيقونات من السينما المصرية).
بناءً على ذلك، يمكن القول إن موقفها من مصر – حسب المعلومات المتاحة – هو موقف تقدير فني وثقافي، وليس هناك ما يدل على عداء أو قطيعة، بل بالعكس: مصر تظهر في مسارها كساحة تكريم وحوار سينمائي، لا كساحة صراع.
قراءة في حضورها كصوت نسائي خليجي
تُطرح ريم البيات في الإعلام العربي كجزء من موجة مخرجات سعوديات يقدمن رؤية ذاتية ونسائية لعوالم الخليج، وهو ما يهم الجمهور المصري الذي اعتاد، تاريخيًا، تصدير الصورة السينمائية للعالم العربي من القاهرة.
وجودها في المهرجانات المصرية يساهم في إعادة صياغة العلاقة بين سينما المركز (المصرية) وسينما الخليج الصاعدة، كحوار أجيال وتجارب لا كتنافس سلبي.
كما أن خلفيتها كفنانة بصرية تجعلها أقرب إلى سوق الفن والقاعات والمعارض التي تنشط في القاهرة ودبي وجدة والرياض، ما يعزز احتمالات التعاون المستقبلي في مشاريع مشتركة تحمل توقيع فنانين من مصر والسعودية معًا.










