تخيم أجواء من القلق الأمني على منطقة “فانطاو / هجليج” النفطية الاستراتيجية الواقعة على الشريط الحدودي بين السودان وجنوب السودان. وشهدت الأيام القليلة الماضية تحركات عسكرية متسارعة أثارت مخاوف جدية من اندلاع صدام مسلح واسع النطاق بين قوات الدعم السريع وقوات دفاع شعب جنوب السودان (SSPDF).
شرارة التوتر: اشتباكات ميدانية محدودة
أفادت مصادر ميدانية متطابقة بوقوع مناوشات واشتباكات محدودة بين عناصر من الطرفين داخل المحيط الحيوي لمنطقة هجليج.
وتأتي هذه الاحتكاكات في ظل سعي كل طرف لفرض واقع ميداني جديد في المنطقة التي تضم أهم حقول النفط ومنشآت التصدير التي تربط البلدين.
أبرز نقاط التصعيد الميداني:
تحركات مكثفة لقوات الدعم السريع شمالاً وجنوباً عقب سيطرتها الأخيرة على الحقل، في المقابل بدأت قوات دفاع شعب جنوب السودان في تعزيز تواجدها حول المواقع النفطية الحساسة.
ورغم الحديث عن “تنسيق أمني” مفترض لتأمين المنشآت، إلا أن الاحتكاكات المباشرة تعكس فجوة كبيرة في التفاهمات على الأرض.
حقول النفط.. “برميل بارود” سياسي واقتصادي
تعتبر منطقة هجليج القلب النابض لاقتصاد البلدين؛ فبينما تعتمد جوبا على خطوط الأنابيب المارة عبر السودان لتصدير نفطها، تسعى قوات الدعم السريع لتعزيز قبضتها على الموارد الاستراتيجية.
ويرى مراقبون أن دخول قوات جنوب السودان إلى خط التأمين المباشر قد يُفسر من قبل الدعم السريع كمحاولة لتحجيم نفوذها، مما يزيد من احتمالات الانفجار العسكري.
ويرى مراقبوا أن غياب بيان رسمي من الخرطوم أو جوبا حتى الآن يعكس تعقيد المشهد وحساسية الموقف الدبلوماسي، حيث يخشى الطرفان من تحول نزاع “تأمين منشآت” إلى حرب حدودية مفتوحة.
مخاوف من اتساع رقعة الصراع
أبدت أوساط سياسية وإقليمية قلقها من تداعيات هذا التصعيد، محذرة من ثلاثة سيناريوهات خطيرة
توقف إنتاج النفط: مما قد يؤدي إلى كارثة اقتصادية مزدوجة للبلدين.
التدويل: تحول النزاع إلى مواجهة مباشرة بين دولتين (السودان وجنوب السودان) بدلاً من صراع داخلي سوداني.
الأزمة الإنسانية: نزوح جماعي لسكان المناطق الحدودية وتفاقم الأوضاع المعيشية.
بينما يراقب المجتمع الدولي الوضع عن كثب، تظل الأنظار متجهة نحو القيادات العسكرية في “جوبا” وقيادة “الدعم السريع”؛ فهل تنجح قنوات الحوار الخلفية في نزع فتيل الأزمة، أم أن “هجليج” ستكون شرارة لمواجهة إقليمية جديدة؟










