هدف واحد يفصله عن أحمد فراس: هل يكتب النصيري اسمه في سجل أساطير المغرب أم تضيع الفرصة في ملاعب الكان؟
يوسف النصيري يعيش مرحلة مفصلية في مسيرته ما بين ضغوط كأس أمم إفريقيا على أرض المغرب ومستقبل غامض مع فنربخشه التركي واحتمالات عودة جديدة إلى الواجهة الأوروبية عبر الدوري الإنجليزي أو استمرار المغامرة في تركيا.
وبين طموح دخول تاريخ أسود الأطلس كأحد أبرز الهدافين، ورغبة شخصية في خوض تجربة جديدة بعيدًا عن إسطنبول، يبدو اسم النصيري مرة أخرى في قلب العناوين الكروية داخل وخارج المغرب.
وضعه مع فنربخشه ومستقبل مفتوح
تقارير صحفية تركية وأفريقية أكدت أن النصيري يواجه مستقبلًا غير محسوم مع فنربخشه، بعدما بدأ النادي في دراسة خيارات خروجه في انتقالات يناير، سواء على سبيل الإعارة أو البيع النهائي.
اللاعب، الذي غادر إشبيلية بحثًا عن دور أكبر وراتب أفضل، يبدو بحسب المصادر ذاتها راغبًا هو الآخر في خوض تجربة جديدة بعد أشهر لم تصل إلى مستوى التوقعات من حيث الاستمرارية والتألق.
موقع “Foot Africa” أشار إلى أن النصيري «يبدو وكأنه يريد الرحيل عن فنربخشه»، وأنه يفتح الباب أمام عروض من بطولات أخرى، في ظل اهتمام دوري الدرجة الأولى الإنجليزي وبعض الأندية الأوروبية التي تبحث عن مهاجم صاحب خبرة قارية ودولية.
هذا الوضع يضع إدارة فنربخشه أمام معادلة معقدة: الإبقاء على مهاجم دولي مهم في موسم مزدحم، أو الاستفادة ماليًا من بيعه قبل أن يفقد جزءًا من قيمته في السوق.
اهتمام إنجليزي وتجدد الحديث عن العودة لليجا
تحركات في سوق الانتقالات تربط النصيري مجددًا بأندية من الدوري الإنجليزي الممتاز، خاصة بعد تقارير تحدثت عن تجدد اهتمام أندية سبق أن حاولت ضمه عندما كان في إشبيلية.
تقارير أخرى أشارت إلى أن ويستهام ومانشستر يونايتد يراقبان موقفه، مع وجود تصورات لصفقة انتقال سواء على سبيل الإعارة مع أحقية الشراء أو صفقة نهائية بقيمة تتراوح بين 15 و20 مليون يورو.
ورغم عدم وجود اتفاق نهائي حتى الآن، فإن تكرار اسم النصيري في تقارير سوق الانتقالات يعكس أنه لا يزال يُنظر إليه كقناص قادر على تقديم إضافة هجومية، خاصة مع سجله التهديفي الجيد في الليجا مع إشبيلية في مواسم سابقة.
ويُرجح أن يتوقف مصيره على أدائه في كأس أمم إفريقيا، حيث قد يدفع أي تألق إضافي إلى رفع قيمته أو توسيع دائرة الراغبين في ضمه.
النصيري مع منتخب المغرب في الكان
رغم الجدل حول مستقبله في الأندية، فإن موقع النصيري داخل منتخب المغرب يبدو أكثر وضوحًا؛ إذ يعتبره الجهاز الفني رأس حربة يملك القوة البدنية والحضور داخل الصندوق، ويُعوَّل عليه في المباريات الحاسمة.
تقارير قبل مباراة الافتتاح أمام جزر القمر أكدت أن النصيري مرشح لقيادة الهجوم، مع الإشارة إلى أنه سجّل 25 هدفًا في 85 مباراة دولية قبل انطلاق البطولة، وهو رقم يضعه قرب كبار هدافي تاريخ أسود الأطلس.
موقع “Foot Africa” لفت إلى أن النصيري كان على بُعد هدف واحد فقط من معادلة رقم الأسطورة أحمد فراس كأحد أبرز الهدافين التاريخيين للمغرب، قبل مواجهة جزر القمر، ما يجعل كل مباراة في الكان فرصة لكتابة صفحة جديدة في السجل الذهبي.
ومع اعتماد الركراكي على تنويع الخيارات بين الكعبي والنصيري وغيرهما، يبقى حضور يوسف مهمًا في تغيير نسق المباريات، خصوصًا أمام المنتخبات التي تترك مساحات للكرات العرضية والطولية.
رمزية جماهيرية وصورة لاعب المواعيد الكبيرة
اكتسب النصيري مكانة خاصة لدى الجماهير المغربية والعربية بعد هدفه التاريخي في مرمى البرتغال في ربع نهائي كأس العالم 2022، والذي قاد المغرب إلى نصف النهائي كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.
هذه اللحظة جعلته رمزًا للاعب “المواعيد الكبيرة”، حتى إن بعض الجماهير تغفر له فترات التراجع مع الأندية اعتمادًا على حضوره في المنتخب.
لكن هذه الصورة تضيف أيضًا ضغطًا متزايدًا في كل بطولة؛ فالتوقعات من النصيري في الكان الحالية ليس فقط أن يكون مهاجمًا في قائمة المستضيف، بل أن يُترجم هذا الرصيد الرمزي إلى أهداف حاسمة تليق بمنتخب يرشحه كثيرون للتتويج باللقب.
أي تراجع في مستواه أو إهدار لفرص محققة قد يفتح الباب أمام موجة انتقادات تطال خيارات المدرب وتوقيت الاعتماد عليه، خصوصًا مع وجود بدائل هجومية تفرض نفسها.
بين ضغط السوق ونداء التاريخ
يدخل يوسف النصيري أسابيع حاسمة ستحدد شكل المرحلة المقبلة من مسيرته؛ فأداؤه في أمم إفريقيا قد يرفع أسهمه في سوق الانتقالات، أو يزيد من تعقيد موقفه مع فنربخشه إذا خرج من البطولة دون بصمة قوية.
كما أن اقترابه من أرقام أساطير المغرب في عدد الأهداف الدولية يمثل حافزًا إضافيًا للاستمرار في العطاء بأقصى طاقته، في وقت ينتظر فيه الشارع الكروي أن يرى مهاجمًا لا يلعب فقط لعقد جديد، بل لسطور إضافية في تاريخ منتخب بلاده.
توازن النصيري بين طموح الاحتراف في أقوى الدوريات، والحفاظ على مكانته في المنتخب وسط منافسة شرسة، سيحدد إذا ما كان سيُذكر كنجم لحظة مونديالية واحدة، أم كقائد هجوم مغربي استمر في القمة لسنوات.










