فاروق يحذر: جماعة “التبليغ والدعوة” في مصر.. القشرة الدعوية التي تخفي “المخزون الاستراتيجي” للتطرف
سلط الباحث في شؤون الجماعات الأصولية وقضايا الأمن الإقليمي، عمرو فاروق، الضوء على عودة الانتشار المكثف لأعضاء جماعة “التبليغ والدعوة” في الشارع المصري، محذرة من خطورة هذا الكيان الذي يعمل تحت ستار “فقه العبادات” بينما يمثل في جوهره “جسر عبور” وتحولا نحو الفكر التكفيري والعنيف.
الوجه الخفي.. من المسجد إلى “داعش”
فند فاروق الرؤية التقليدية التي تحصر الجماعة في نطاق الوعظ البعيد عن السياسة، واصفا إياها بـ “المخزون الاستراتيجي” لتيارات الإسلام السياسي.
الحبيب الجفري : الإخوان المسلمين والصهاينة إيد واحدة فى معاداة مصر
وأكدت فاروق أن الجماعة تلعب دورا شديد الخطورة في “تهيئة المشهد” للسلفية الجهادية، من خلال خلق دوائر مجتمعية متعاطفة مع المفاهيم الفقهية للتيارات المتطرفة.
حقائق صادمة كشفها فاروق
ولفت فاروق إلى أن جماعة “التبليغ والدعوة” تعد حاضنة القيادات التكفيرية حيث أثبتت الخطوط الزمنية للعديد من قيادات “داعش” و”القاعدة” و”جبهة النصرة” أن بدايتهم الفكرية كانت في أحضان جماعة التبليغ والدعوة.
لعبة المصالح : لماذا قررت واشنطن إغلاق ملف الإخوان في 2026؟ “فيديو”
رواية “إبراهيم عزت”:
واعاد فاروق التذكير بمقولة مؤسس الجماعة في مصر وجهها لمحمد عبد السلام فرج (صاحب الفريضة الغائبة): “أنا أحضر لكم الناس من الشارع للمسجد، وأنتم تتولون الباقي”، في إشارة صريحة لدور الجماعة في استقطاب الأفراد تمهيدا لتجنيدهم في تنظيمات مثل “الجهاد”.
تاريخ من “التماهي” مع الإخوان والسلفية الجهادية
أشار فاروق إلى أن جماعة “التبليغ والدعوة” ليست “وسطية” كما تروج لنفسها، بل شاركت فعليا في أحداث سياسية مفصلية دعما لمشروع الإسلام السياسي في مصر، ومنها المشاركة في “غزوة الصناديق” مارس 2011، والتواجد المكثف في “جمعة قندهار” يوليو 2012، ودعم جماعة الإخوان ومحاصرة المحكمة الدستورية والتنديد بالإطاحة بحكم محمد مرسي.
من هو طارق السويدان؟ ولماذا سحب الكويت الجنسية وماعلاقة الإخوان المسلمين وسوريا؟
تجنيد “علني” يهدد الأمن القومي
حذر فاروق من أن “إطلاق العنان” لجماعة “التبليغ والدعوة” تحت زعم عدم صراعها مع النظام يمثل تهديدا للأمن القومي المصري.
وتعتمد الجماعة في توسعها على القوافل والجولات حيث اجتذاب الشباب من المقاهي والشوارع، وهو نفس تكتيك الإخوان في التجنيد ولكن بنمط علني.
استراتيجية “التنظيم الخفي”.. كيف خطط الإخوان المسلمين في لاهور لإدارة المشهد الإقليمي بأسماء بديلة؟
ولفت إلى جماعة “التبليغ والدعوة” تتمركز في مركزها العام بقرية “طموه” بالجيزة، وتنتشر من مسجد “أنس بن مالك” بالحوامدية لتغطي مساحات واسعة من القطر المصر، ويقدر عدد أتباعها في مصر بأكثر من 250 ألف عضو، يقودهم حاليا الشيخ طه عبد الستار.
تحذير إقليمي مسبق
نوه الباحث إلى أن مصر ليست الوحيدة التي رصدت هذا الخطر، ففي ديسمبر 2021 أصدرت المملكة العربية السعودية تحذيرا رسميا من الجماعة (المعروفة بـ “الأحباب”)، واعتبرتها ظهيرا للتنظيمات الأصولية مثل الإخوان والتيار “السروري” (تيار الصحوة).
وخلص فاروق إلى أن جماعة التبليغ والدعوة تمثل “محطة رئيسية” في التحول من الاعتدال إلى التطرف، وأن إهمال مراقبتها يخلق بيئة حاضنة لتنامي التنظيمات الإرهابية بشكل غير مباشر، عبر تبديل الهوية الثقافية والفكرية للمواطنين بعيدا عن مفاهيم الدولة الوطنية.










