كشفت هيئة البث الإسرائيلية (شبكة كان)، في تقرير لمراسل الشؤون العربية “روي كايز”، عن تفاصيل جولة مفاوضات مالية جرت مؤخرا بين قيادات من حزب الله ومسؤولين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، تهدف إلى تمويل خطة “إعادة بناء القدرات العسكرية” للحزب في مرحلة ما بعد حرب ديسمبر 2024.
مليار دولار بدلا من مليارين
وفقا للتقرير الصادر يوم الاثنين الأول من يناير، طالب مسؤولون في حزب الله بزيادة الموازنة السنوية المقدمة من طهران لتصل إلى ملياري دولار، مؤكدين أن المبالغ الحالية غير كافية لترميم البنية التحتية العسكرية وتعويض الخسائر الفادحة التي لحقت بترسانة الحزب.
إلا أن الجانب الإيراني وافق على تخصيص مليار دولار فقط، في إشارة إلى الضغوط الاقتصادية التي تواجهها طهران.
وأشار كايز إلى أن إيران حولت بالفعل مئات الملايين من الدولارات خلال العام الماضي لدعم الحزب في تجاوز تداعيات المواجهة الأخيرة مع إسرائيل وتثبيت قاعدته الاجتماعية.
طرق بديلة لنقل الأموال والسلاح
يسلط التقرير الضوء على التحديات اللوجستية التي تواجهها إيران في إيصال الدعم، حيث كشفت مصادر إعلامية عن محاولات إيرانية جرت في سبتمبر الماضي لإقناع مسؤول عراقي رفيع بتسهيل نقل شحنات مالية عبر معبر حدودي غرب العراق باتجاه الأراضي السورية ثم لبنان، وهو الطلب الذي قوبل بالرفض.
وفي تحول استراتيجي لافت، ذكر التقرير أن حزب الله بدأ بالاعتماد على شراء الأسلحة من القبائل السورية بدلا من الحكومة السورية، في محاولة لتأمين احتياجاته العسكرية بعيدا عن القنوات الرسمية التي قد تكون مرصودة أو خاضعة للضغوط الدولية.
رواتب مرتفعة رغم الأزمة
رغم الضربات القوية التي تلقاها الحزب قبل اتفاق وقف إطلاق النار في ديسمبر 2024، أكدت شبكة “كان” أن عناصر حزب الله لا يزالون يتقاضون رواتبهم الشهرية بانتظام وبمبالغ تعد “عالية” مقارنة بالمعايير المعيشية المتدهورة في لبنان، مما يعكس إصرار طهران على الحفاظ على الهيكل التنظيمي للجماعة ومنع تفككها.
تحذيرات أمريكية ومطالبات بنزع السلاح
تتقاطع هذه المعلومات مع إعلان الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي أن طهران أرسلت قرابة مليار دولار إلى حزب الله رغم العقوبات الصارمة. وجددت واشنطن دعوتها للمسؤولين اللبنانيين بضرورة:
إعطاء الأولوية القصوى لملف نزع سلاح حزب الله.
تجفيف التدفقات المالية القادمة من طهران لمنع الحزب من استعادة توازنه العسكري.
يذكر أن إيران تعد الممول الرئيسي والعمود الفقري لحزب الله، وهي تسعى حاليا من خلال هذه المساعدات الضخمة إلى إنعاش القوة القتالية للحزب وإعادة ترميم “القاعدة الاجتماعية” المتضررة بفعل الحرب الأخيرة.










