أنقرة | الثلاثاء 23 ديسمبر 2025، بينما كانت الطائرة الخاصة من طراز “فالكون 50” تشق طريقها من مطار “أسن بوغا” نحو طرابلس، تحولت رحلة العودة لوفد رئاسة الأركان الليبية إلى فاجعة جوية فوق منطقة “هايمانا” بضواحي العاصمة التركية، مخلفةً وراءها تساؤلات حارقة: هل كان ما حدث مجرد عطل فني، أم أن المؤسسة العسكرية الليبية تعرضت لعملية اغتيال مدبرة في الخارج؟
فرضية الاغتيال: لماذا يثار الشك؟
رغم أن التحقيقات الأولية التي أشار إليها الجانب التركي تميل إلى وجود “عطل كهربائي جسيم” أدى لفقدان السيطرة، إلا أن فرضية “الاغتيال” أو “التخريب المتعمد” تفرض نفسها بقوة على طاولة التحليل لعدة أسباب:
توقيت الحادث: جاءت الواقعة فور انتهاء الفريق محمد الحداد من اجتماعات عسكرية “بالغة الأهمية” مع وزير الدفاع التركي ورئيس الأركان التركي، وهي لقاءات كانت تهدف لتعميق التعاون الدفاعي الذي يثير حفيظة أطراف إقليمية ودولية.
مكانة الضحايا: الوفد لم يكن عادياً؛ فهو يضم “رأس الهرم” العسكري في غرب ليبيا (الفريق الحداد) رفقة رئيس أركان القوات البرية ورئيس جهاز التصنيع الحربي، مما يعني “قطع رأس” القيادة العسكرية لحكومة الوحدة الوطنية في ضربة واحدة.
طبيعة الانفجار: شهادات العيان عن رؤية “كرة لهب” في السماء قبل الارتطام بالأرض تفتح الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كان الانفجار ناتجاً عن خلل داخلي أم استهداف خارجي.
الرواية الرسمية: نداء استغاثة ثم السقوط
وفقاً لوزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، فإن الطائرة أرسلت نداء استغاثة (SOS) في الساعة 20:52 طالبةً الهبوط الاضطراري، وهو ما يعزز تقنياً فرضية العطل الفني المفاجئ. إلا أن السلطات التركية، وبالتنسيق مع الجانب الليبي، أعلنت أنها “لا تستبعد أي فرضية” بما في ذلك العمل التخريبي، بانتظار فحص الصندوق الأسود وتحليل حطام الطائرة المتناثر قرب قرية “كيسيكافاك”.










