في خطوة لافتة أثارت الكثير من التساؤلات حول طبيعة العلاقات غير المعلنة بين الشخصيات العسكرية والسياسية في ليبيا، نعى السعدي القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، رئيس أركان الجيش الليبي الفريق أول محمد الحداد، الذي قضى في حادث تحطم طائرة مأساوي بالعاصمة التركية أنقرة.
“كان يرسل تحياته باستمرار”
ونشر السعدي القذافي، عبر حسابه الرسمي على منصة “X” (تويتر سابقاً)، صورة للفقيد معبراً عن صدمته العميقة برحيله، قائلاً:”رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. لقد هزّني موته بشدة. كان يرسل لي تحياته باستمرار أثناء أسري”.
وتحمل كلمات القذافي تلميحاً صريحاً لوجود قنوات تواصل غير مباشر كانت تربطه بالفريق الحداد خلال سنوات سجنه السبع في طرابلس قبل إطلاق سراحه في سبتمبر 2021.
كما أشاد السعدي بطموح الحداد العسكري، مؤكداً أنه “كان يرغب في بناء جيش حقيقي” يجمع أطراف الدولة الليبية.
تفاصيل الحادثة وضحايا القيادة العسكرية
يأتي هذا النعي في وقت خيم فيه الحزن على ليبيا بعد إعلان رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، عن هوية الضحايا الذين كانوا على متن الطائرة المنكوبة في أنقرة.
ولم تقتصر الخسارة على الفريق الحداد فحسب، بل شملت نخبة من كبار المسؤولين العسكريين، وهم الفريق فاتوري غريبل (قائد الجيش)، والعميد محمود القطايوي (رئيس مؤسسة الصناعات العسكرية)، ومحمد العساوي دياب (مستشار رئيس الأركان)، ومحمد عمر أحمد محجوب (مصور المكتب الصحفي لهيئة الأركان).
من السجن إلى اللجوء في تركيا
يُذكر أن السعدي القذافي غادر ليبيا متوجهاً إلى تركيا فور إطلاق سراحه قبل أكثر من أربع سنوات بموجب حكم قضائي بالبراءة، حيث حصل على اللجوء السياسي في أنقرة. وتكتسب رسالته أهمية خاصة نظراً لمكانة الفريق الحداد كأحد أعمدة المؤسسة العسكرية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، مما يشير إلى وجود “خيوط تواصل” لم تكن معلنة بين أقطاب النظام السابق والقيادات العسكرية الحالية.










