كشف تقرير حديث صادق عن المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI)، نُشر اليوم الأربعاء، عن تحول جذري في حسابات الردع الإيرانية، مشيراً إلى أن طهران بدأت فعلياً في توجيه برنامجها النووي نحو إنتاج رؤوس حربية نووية مصغرة ملائمة للصواريخ الباليستية، وذلك في أعقاب “حرب الأيام الـ 12” الأخيرة مع إسرائيل.
تحول العقيدة النووية بعد “الدروس القاسية”
وأوضح التقرير أن الحرب الأخيرة كشفت عن نقاط ضعف جوهرية في أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية ومحدودية الردع التقليدي.
ورغم أن الصواريخ الإيرانية لعبت دوراً في فرض وقف إطلاق النار، إلا أن الاستهداف المتزامن لجزء كبير من الترسانة الصاروخية ومنصات الإطلاق جعل القادة في طهران يدركون أن قدراتهم الصاروخية التقليدية قد لا تصمد إلا لأسابيع في حال حدوث تدخل أمريكي واسع.
وبناءً على ذلك، خلص النظام الإيراني إلى أن “الرادع الفعال الوحيد” هو السلاح النووي.
ووفقاً لمصادر المعهد، وافق المرشد الأعلى علي خامنئي في أكتوبر 2025 على بدء تطوير رؤوس نووية مصغرة، بعد أن كان معارضاً لتجاوز نسبة تخصيب 60% وتطوير رؤوس حربية محمولة.
الحالة الفنية: “بضعة أسابيع” عن القنبلة
رصد التقرير معطيات فنية مقلقة حول التقدم النووي الإيراني:
مخزون اليورانيوم: تمتلك إيران حوالي 441 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي كمية تجعل صنع قنبلة نووية ممكناً من الناحية التقنية.
سرعة التخصيب: الوصول من 60% إلى 90% (الدرجة العسكرية) لن يستغرق سوى بضعة أسابيع في حال تفعيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
تحدي التصغير: أشار التقرير إلى أن إيران لم تنجح بعد في تصغير الرؤوس النووية لتناسب صواريخ مثل “خرمشهر” (مدى 2000 كم)، لكن العمل جارٍ على سد هذه الفجوة التقنية.
تصريحات إيرانية مثيرة للجدل
تزامنت هذه التسريبات مع تصريحات بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الذي وصف بناء قنبلة نووية بأنه “أسهل مهمة” لإيران، مؤكداً أن بلاده وصلت إلى “حافة السلطة” في المجال النووي ولم تعد هناك أسرار تقنية مجهولة أمام علمائهم.
البحث عن مساعدة خارجية: خيار كوريا الشمالية
وفيما يخص التعاون الدولي، استبعد التقرير حصول إيران على دعم من الصين أو روسيا أو باكستان في هذا الملف الحساس.
وبرزت كوريا الشمالية كخيار وحيد ممكن للتعاون التقني، ورغم ازدياد التعاون الصاروخي بين طهران وبيونغ يانغ مؤخراً، إلا أنه لم يتم العثور حتى الآن على دليل قطعي يثبت نقل تكنولوجيا تصغير الرؤوس الحربية النووية.
ردود فعل دولية
أثارت هذه المعطيات قلقاً واسعاً في واشنطن، حيث دعا السيناتور “جيم ريش” إلى ضرورة اليقظة التامة تجاه طموحات طهران، معتبراً أن وصول إيران إلى رؤوس نووية مصغرة سيعيد تشكيل التوازن الأمني في الشرق الأوسط بشكل كارثي.










