في إطار تحرك الإمارات لدعم قوات الدعم السريع في السودان، تشير تقارير استخباراتية حديثة إلى اقتراب إثيوبيا من إكمال بناء حظيرتي طائرات جديدتين في مطار أصوصا، عاصمة إقليم بني شنقول-قمز، بالقرب من الحدود السودانية، مع ترجيحات بأنها مخصصة لاستيعاء طائرات مسيرة مقاتلة (UCAVs).
بدأ تشييد هذه المنشآت في أبريل 2025 واكتمل في أواخر أكتوبر، مع أعمال إنشائية إضافية تشمل تحسينات للأرضية ومنشأة جديدة محتملة كحظيرة أخرى.
قاعدة إماراتية في إثيوبيا لدعم ‘الدعم السريع’: تفاصيل معسكر بني شنقول الذي يستوعب 10,000 مقاتل
يأتي ذلك في سياق توترات إقليمية، مصحوبًا برحلات شحن من شركة “زيبو إير” لطائرات إليوشن إي أل-76 إلى مطار بحر دار، ودعم إماراتي استراتيجي لقوات الدعم السريع في السودان.
مطار أصوصا والتطورات الإنشائية
يقع مطار أصوصا في إقليم بني شنقول-قمز، الذي يُعرف بموارده الطبيعية الغنية وموقعه الاستراتيجي قرب السودان والسودان الجنوبي. بدأت أعمال التشييد في أبريل 2025، حيث شُوهدت حظيرتان كبيرتان بأبعاد تسمح باستيعاب طائرات مسيرة متقدمة، مع أعمال خرسانة وتجهيزات أرضية متقدمة.

بحلول أواخر أكتوبر 2025، اكتملت الهياكل الرئيسية، وحاليًا تجري إضافات تشمل مأوى إضافيًا قريبًا، مما يعزز القدرة اللوجستية.
يرصد مراقب الرحلات الجوية AfriMEOSINT هذه التطورات عبر صور أقمار صناعية، مشيرًا إلى أن الحظائر مصممة لـUCAVs مثل تلك التي حصلت عليها إثيوبيا من تركيا أو الصين، في سياق تعزيز الدفاع عن الحدود.
هذا المطار، الذي كان مدنيًا سابقًا، يتحول تدريجيًا إلى قاعدة عسكرية، مما يثير تساؤلات حول النوايا الدفاعية أمام التوترات مع السودان حول نزاع الفشقة.
السودان يتهم الإمارات رسمياً : الإمارات تموّل ميليشيات الدعم السريع بأسلحة أوروبية لقتل السودانيين
رحلات “زيبو إير” ودور مطار بحر دار
وفي الوقت نفسه، أقلعت طائرة شحن إليوشن إي أل-76 مسجلة (7Q-ASU) من مطار رأس الخيمة بالإمارات اليوم، متجهة إلى إثيوبيا، مع ترجيح هبوطها في مطار بحر دار بإقليم أمهرة، الحدودي مع ولايتي القضارف وسنار بالسودان.
سبقتها ثلاث رحلات أسبوعية هبطت جميعها في بحر دار، مما يشير إلى تدفق لوجستي مكثف.

شركة “زيبو إير”، المسجلة في تنزانيا ولها روابط مع روسيا والإمارات، متخصصة في نقل معدات عسكرية، وقد استخدمت سابقًا في صفقات أسلحة لإثيوبيا خلال حرب تيغراي.
مطار بحر دار، الواقع في منطقة حساسة، شهد توسعات مشابهة، مما يوحي بنقل معدات لدعم الطائرات المسيرة في أصوصا.
الدعم الإماراتي الاستريجي لقوات الدعم السريع
وتأتي التحركات مع استمرار تدخل الإمارات العربية المتحدة في النزاع السوداني بدعم استراتيجي لقوات الدعم السريع (RSF) بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، من خلال رحلات شحن جوية من رأس الخيمة تحمل أسلحة ومعدات عسكرية، بما في ذلك طائرات مسيرة وذخائر.
مرتزقة كولومبيا يقاتلون مع الدعم السريع في الفاشر: ما علاقة الإمارات؟
وتقول مصادر ان هذه الرحلات، التي تمر عبر إثيوبيا أو تتجه إليها، تهدف إلى تعزيز قدرات RSF في مناطق القضارف وسنار، مقابلة للتحركات الإثيوبية في بحر دار وأصوصا.
هذا الدعم، الذي أكدته تقارير استخباراتية، يشمل تدريبات وتمويل، مما يعقد التوازن الإقليمي ويجعل مطار بحر دار نقطة عبور للإمدادات الإماراتية-السودانية، في مواجهة الجيش السوداني المدعوم من مصر.

يعكس ذلك استراتيجية أبوظبي لنفوذ في القرن الأفريقي، مستفيدة من علاقاتها مع إثيوبيا رغم التوترات.
تعكس هذه التطورات استراتيجية أديس أبابا لتعزيز الردع الحدودي، خاصة بعد تصعيد مع السودان في 2024-2025 حول مناطق متنازع عليها مثل الفشقة والميتيما.
إثيوبيا، التي تمتلك طائرات مسيرة “وينغ لونغ” صينية و”بايرقدار” تركية، تستخدمها في عمليات داخلية وحدودية، وتوسيع قواعدها يعزز القدرات الجوية.
السودان أمام مجلس الأمن يندد بتماهي مندوب الإمارات مع مليشيا الدعم السريع
في الوقت ذاته، يثير الأمر قلق الخرطوم، التي اتهمت أديس بـ”توغل عسكري”، مع تقارير عن تحركات سودانية مقابلة قرب الحدود، مدعومة إماراتيًا عبر RSF.

كما يتداخل ذلك مع أزمة سد النهضة، حيث يُرى المطار كجزء من ضغط عسكري محتمل على السودان ومصر.
ولم تصدر أديس أبابا تعليقًا رسميًا، لكن مصادر عسكرية أكدت أن التوسعات “دفاعية بحتة” لمواجهة التمردات والتهديدات الحدودية، بما في ذلك دعم RSF للجيش السوداني.
السودان أعلن تعزيز قواعده في القضارف، بينما يرصد الاتحاد الأفريقي الوضع عن كثب، ومع اقتراب اكتمال المنشآت، يُتوقع نشر مسيّرات تجريبي في أشهر قادمة، مما قد يغير ميزان القوى في القرن الأفريقي وسط تدخلات إماراتية.
هذه التطورات تؤكد تحول إثيوبيا نحو قوة جوية متقدمة، وسط تحديات متعددة الجبهات.










