تعيش الفنانة ريهام حجاج حالة نشاط فني وإعلامي لافتة مع اقتراب موسم دراما رمضان 2026، بين انطلاق تصوير مسلسلها الجديد «توابع» واستمرار الجدل النقدي حول أعمالها الأخيرة، خاصة مسلسل «أثينا» الذي عُرض في رمضان الماضي.
«توابع».. ريهان رمضان 2026بدأت ريهام حجاج قبل أيام تصوير مسلسلها الجديد «توابع»، المقرر عرضه ضمن موسم دراما رمضان 2026، لتواصل حضورها المنتظم في السباق الرمضاني خلال السنوات الأخيرة.
وظهرت في كواليس أول أيام التصوير مرتدية الحجاب، في إطلالة مختلفة لفتت انتباه الجمهور وأثارت تساؤلات حول طبيعة الشخصية التي تقدمها هذه المرة.
يتعاون في «توابع» فريق فني سبق له النجاح معها في مسلسل «أثينا»، إذ يكتب العمل المؤلف محمد ناير ويخرجه يحيى إسماعيل للعام الثاني على التوالي، في شراكة تعكس رهانًا على تكرار الوصفة بدل المغامرة بتجربة جديدة.
ويشارك في البطولة عدد من النجوم، منهم أسماء أبو اليزيد، أنوشكا، محمد علاء، وهاني عادل، مع إنتاج ضخم يضع المسلسل ضمن قائمة الأعمال المنتظرة في الموسم المقبل.
كواليس الحجاب والشخصية الجديدةالإطلالة بالحجاب في كواليس «توابع» لم تمر مرور الكرام، إذ قرأها البعض كتحول فني نحو أدوار أكثر “التزامًا”، بينما رأى آخرون أنها جزء من طبيعة الشخصية الدرامية فحسب، بعيدًا عن أي تغيير شخصي دائم.
الصور المتداولة أظهرت ريهام في لوك بسيط وهادئ، برفقة أسماء أبو اليزيد، في أجواء توحي بعمل اجتماعي يميل إلى ثقل العلاقات الإنسانية والصراعات الأسرية.
تسريبات من كواليس الكتابة تشير إلى أن المسلسل يدور في إطار اجتماعي تشويقي، يركز على فكرة “التوابع” النفسية والإنسانية لقرارات مصيرية تتخذها البطلة، مع مساحة كبيرة للصراع بين الأم والابنة بعد انهيار أسري قاس.
هذه التفاصيل تفتح الباب أمام تساؤلات صحفية حول مدى تشابه العمل مع تجارب سابقة لريهام ركزت أيضًا على المرأة تحت الضغط الاجتماعي، ما يعزز الاتهامات بتكرار النمط بدلاً من التجديد.
«أثينا».. نجاح جماهيري أم أزمة اقتباس؟
آخر حضور لافت لريهام حجاج على الشاشة كان في مسلسل «أثينا» الذي نافس في رمضان الماضي، وجسدت فيه شخصية مراسلة صحفية تخترق عالم «الدارك ويب» وتكشف قضايا مسكوتًا عنها.
العمل حقق حضورًا واضحًا على منصات التواصل، لكنه واجه في المقابل عاصفة من الانتقادات بعد اتهامه باستلهام حبكة فيلم «سوق النساء» للفنانة شريهان، خاصة في فكرة الصحفية المتنكرة لكشف شبكة فساد تستغل الفتيات.
عدد من المتابعين والنقاد أشاروا إلى تقاطع واضح بين الحلقة الأولى من «أثينا» وبين الخط الدرامي للفيلم القديم، وهو ما وضع ريهام تحت ضغط إضافي بوصفها بطلة العمل ووجهه التسويقي الأول، حتى وإن كان القرار الإبداعي في يد المؤلف والمخرج.
في المقابل، تحدثت ريهام في حوارات إعلامية عن أهمية النقد في مسيرة الفنان، معتبرة أن عمالقة الفن تعرضوا لهجوم قاس في بداياتهم، وأن الحكم الحقيقي يكون على التراكم وليس على عمل واحد.
«علاقات سامة» وأعمال أخرى قيد التحضير
بعيدًا عن «توابع»، ترتبط ريهام حاليًا بمشروع درامي آخر بعنوان «علاقات سامة»، من المقرر عرضه خارج رمضان على إحدى المنصات الرقمية، في مؤشر على رغبتها في تكثيف حضورها على الشاشة على مدار العام وليس في الموسم الرمضاني فقط.
العمل تشاركها بطولته أسماء مثل محمد علاء والفنان السوري خالد القيش، بإدارة المخرجة رشا شربتجي، وتأليف الكاتبة السورية ألما كفارنة، في توليفة عربية قد تمنح المشروع بعدًا إقليميًا أوسع.
تاريخ ريهام الدرامي في السنوات الأخيرة يظهر ميلًا واضحًا لأدوار المرأة المأزومة اجتماعيًا أو عائليًا، كما حدث في مسلسل «صدفة» الذي قدمته في رمضان 2024 حيث جسدت شخصية معلمة تتورط في زيجة غامضة، ضمن عمل يناقش مشكلات التعليم والمراهقين.
هذا المسار المتكرر يثير تساؤلًا مشروعًا: هل باتت ريهام حبيسة قالب واحد تتنقل داخله من عمل لآخر، أم أن كل تجربة تحمل بصمة مختلفة رغم تشابه الخطوط العريضة؟
بين دعم الصناعة والهجوم الجماهيري
رغم الانتقادات الحادة على السوشيال ميديا، تظل ريهام حجاج حاضرة بقوة في خطط شركات الإنتاج الكبرى، حيث تتصدر بطولة أعمال تعرض على قنوات ومنصات مهمة، مثل قنوات المتحدة في رمضان 2026 عبر «توابع».
هذا التباين بين الهجوم الإلكتروني والدعم الإنتاجي يطرح سؤالًا عن معيار “النجاح” في الدراما الحالية: الأرقام التجارية، أم نسب المشاهدة، أم رضا النقاد، أم ضجة الجدل على المنصات؟
في أكثر من ظهور إعلامي، شددت ريهام على أن النقد، مهما كان قاسيًا، جزء أصيل من مهنة التمثيل، وأن الفنان مطالب بالاستمرار في العمل لا بالتوقف عند كل هجوم، لكنها في الوقت نفسه لم تقدّم حتى الآن ردًا تفصيليًا يقنع الخصوم على اتهامات اقتباس أو تكرار.
وبين مسلسل جديد بطلته “محجّبة” دراميًا، وعمل آخر بعنوان «علاقات سامة»، تبدو الفنانة مقبلة على عام حاسم سيحدد ما إذا كانت ستتجاوز مرحلة “الجدل” إلى تثبيت مكانتها كنجم دراما أول، أم ستظل أسيرة موجات متلاحقة من الهجوم والمعارضة.










