انتهت مباراة الرياض والاتفاق بهزيمة أصحاب الأرض بهدفين دون رد في الوقت القاتل، ضمن الجولة الحادية عشرة من دوري روشن السعودي، لتتعمق أزمة نادي الرياض في مؤخرة جدول الترتيب مقابل استمرار صحوة الاتفاق تحت قيادة جهازه الفني.
مجريات اللقاء واللحظات الحاسمة
أقيمت المباراة على ملعب مدينة الأمير فيصل بن فهد في الرياض، وسط حضور جماهيري جيد ورغبة واضحة من أصحاب الأرض في الخروج بنتيجة إيجابية تساعدهم على الهروب من مناطق الخطر في جدول دوري روشن.
الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي، مع أفضلية نسبية للاتفاق في الاستحواذ وصناعة الفرص، فيما اعتمد الرياض على التكتل الدفاعي والمرتدات السريعة دون أن ينجح في تهديد مرمى الضيوف بالشكل الكافي.
المنعطف الحقيقي في اللقاء جاء مع بداية الشوط الثاني، عندما أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه لاعب الرياض محمد الخيبيري بعد تدخل عنيف على موسى ديمبيلي في الدقيقة 51، ليكمل أصحاب الأرض المباراة بعشرة لاعبين ويزداد الضغط البدني والنفسي عليهم.
ورغم نجاح الحارس ميلان بوريان في إنقاذ فريقه أكثر من مرة، فإن صمود الرياض لم يدم حتى النهاية، حيث سجل الكوستاريكي فرانسيسكو كالفو هدف الاتفاق الأول في الدقيقة 90، قبل أن يضيف جورجينيو فينالدوم الهدف الثاني في الدقيقة 95 ليحسم الضيوف المواجهة تمامًا.
أرقام تعكس الفارق داخل الملعب
الإحصائيات أظهرت تفوق الاتفاق في أغلب المؤشرات الهجومية، حيث كان الأكثر تسديدًا على المرمى والأكثر استحواذًا على الكرة، ما عكس شخصية فريق يبحث عن النقاط الثلاث حتى اللحظة الأخيرة.
في المقابل، اكتفى الرياض بمحاولات متقطعة، مع تراجع كبير لخطوطه إلى داخل الثلث الدفاعي بعد حالة الطرد، ليصبح الهدف الأهم هو الحفاظ على التعادل وليس مفاجأة الخصم.
ورغم إلغاء الحكم لهدف سابق للاتفاق بداعي التسلل على موسى ديمبيلي، فإن إصرار الضيوف على الضغط الهجومي حتى الدقيقة الأخيرة أثمر عن هدفين متتاليين قتلا أحلام الجماهير الرياضوية في الخروج ولو بنقطة وحيدة من هذه المواجهة الصعبة.
هذه التفاصيل الإحصائية والفنية تؤكد أن الفارق لم يكن فقط في النتيجة النهائية، بل في الذهنية الهجومية والثقة بالنفس لدى لاعبي الاتفاق مقارنة بحذر وارتباك أصحاب الأرض.
موقف الفريقين في جدول الدوري
هذا الفوز رفع رصيد الاتفاق إلى 15 نقطة، ليقترب أكثر من منطقة وسط الترتيب ويستعيد توازنه بعد نتائج متذبذبة في الأسابيع الماضية، مع تعزيز ثقة الإدارة والجماهير في المشروع الفني القائم.
في المقابل، تجمد رصيد الرياض عند 8 نقاط، ليبقى في منطقة مهددة في مؤخرة الجدول، ويضع الجهاز الفني تحت مزيد من الضغط قبل سلسلة مباريات صعبة في الدور الأول.
الجماهير الاتفاقية خرجت راضية عن الأداء والنتيجة، خاصة أن الفريق عرف كيف يتعامل مع أفضلية عددية وذهنية في الشوط الثاني، بينما عبّرت جماهير الرياض عبر المنصات عن قلق واضح من استمرار نزيف النقاط، معتبرة أن الفريق لا ينقصه الجهد بقدر ما ينقصه التنظيم والهدوء في اللحظات الحاسمة.
ومع اقتراب الوصول إلى منتصف الموسم، تبدو كل نقطة مفقودة بمثابة خطوة إلى الوراء في سباق البقاء بين الكبار.
قراءة فنية وانتقادات محتملة
فنيًا، يمكن القول إن الرياض دفع ثمن مبالغته في التراجع بعد الطرد، من دون أن يحاول استغلال المساحات خلف دفاع الاتفاق عبر مرتدات منظمة، ما منح الضيوف حرية أكبر في البناء الهجومي والتسديد من مختلف الزوايا.
كما أن تأخر التغييرات الهجومية، والاعتماد على لاعبين مرهقين حتى الدقائق الأخيرة، فتح الباب أمام انهيار بدني واضح في اللحظات الحاسمة عندما احتاج الفريق لأرجل طازجة لإغلاق العمق الدفاعي.
على الجانب الآخر، يحسب لجهاز الاتفاق الفني حسن إدارة المباراة ذهنيًا وتكتيكيًا؛ إذ واصل الضغط حتى بعد إلغاء هدف لديمبيلي، ولم يتراجع نفسيًا، بل زاد من كثافة الهجوم حتى حصل على مراده في الدقيقة 90 وما بعدها.
هذه الصورة المتباينة بين شجاعة ضيف، حسم الأمور في الوقت القاتل، وتردد صاحب أرض اكتفى بالدفاع، تمنح العناوين المعارضة مادة دسمة لمساءلة مشروع الرياض الفني وما إذا كان قادرًا على البقاء في دوري روشن إذا استمر على نفس النهج.










